زهرة النرجس ♦
-زهرة النرجس عرش يانع في خضرة الحياة ...تسكن بضفاف مملوءة بور دالياسمين وبساتين اللوز وشجر الرمان ....
كانت تعملُ اجيرةً يسكن قلبها الرضا رغم التعب الشديد ...
مع مطلع كل شمس تجدها ....في حقول الرمان تداعب بأناملها الضعيفة المجروحة من شوك شجرِ حبات الرمان الأحمر الفاقع الذي تتفجر من كثرة الحلى ....وتعود مساءاً الى مسكنها الدافىء حيث تترك احلامها تنام
هذا الصباح كان مختلفا ....فكلما اردت ان تقطف حبة الرمان ...وجدتها تابى القطف كانها لاتريد ان تترك حضنها ...لتنزل ضيفة على يد زهرة النرجس
كانت تحاول بكل قوة لقطفها ولكن ...لا جدوى ...فتركتها ..وراحت تقطف الثمار الاخرى ....فكلما قطفت حبةاحست ان حبة الرمان العجيبة تلين ...وهكذا بدات الانامل المعذبة الراضية بحب العمل تقطف حبات الرمان وبدات تتسارع مع انفاسها لعلها تسبق الزمن وما كادت تنتهي من قطف حبيبات الرمان حتى سقطت الرمانة العجيبة ....وبدات تتلون ...ينبعث منها ضوء خافت ...هادىء .....لحظتها ...خطف بريقها انظار زهرة النرجس وبدات تتحسسها
واذ بها شيء عجيب ...انها رمانة ...من ذهب ...تفتح وتقفلُ بداخلها حبات لؤلؤ احمر فاقع تلمع من كثرة الجمال .......
وهكذا همست الافكار لزهرة النرجس ....ووسوست المطامع في قلبها ....
وامرتها شهوة الحياة ان تحتفظ بالرمانة ....انها ثمن للتعب ...للجروح ...للاحلام الكاذبة التي تتعب ....الوقت .....وادركت ان الحياة ستبدا لو اخفتها .....وقامت تلك الانامل النازفة تعبا بإخفاء الرمانة العجيبة ....داخل صرة الاكل ...قد حان الإنصراف ....واتجهت زهرة النرجس بخطى ثقيلةيملأها العبء والخوف والإضطراب ....كانت شاحبة مصفرة تكاد حبات العرق .....تخفي وجهها ....فباتت تهرول مسرعة لعلى الباب يقترب نحوها لتخرج من البستان ....
وإذ بها تسابق خطواتها ....لتخرج ....يصرخ صوت خلفها ...امات لحظة الامل والعمل على الخروج ...
هاي ....انت يا صاحبة ...اللون الزهري الممزق من التعب أرجعي ........لم تتحرك ساكنة ...وتجمدت بمكانها ....لقد اكتشف امري ....ويلي على طمعي ....فقد قطع رزقي ....ومزق حلمي ...ويلي ....لالالا يا سيدي لم اسرق ....لقد بعثها القدر إليا ....وهي تتمتم بخوف قاتل ....اماتها فاحياها ...مرة وإذ بيد صاحب العمل ...التي كانت خشنة خشونة ...مواجهة الموقف ....تلقى علبها ...لتمسك اليد الحاملة لصرة الأكل ..فمن شدة الفزع صرخت زهرة النرجس ....لا بصوت سمعته الطيور ....في السماء ...فخافت ..لتجد نفسها
بالكوخ ...ووالدها ...ينادي ...انهضي ...انهضي مابك يا زهرة النرجس ...أكنتي ....
تقطفين الحلم ....فاضعته بين الثمرات ...واستفاقت نرجس وتنفست حمدا لرب الكون ........الحمد لله ....كنت احلم ....فقط ...تعبي من حلم ...اماتني فاحياني ...لا اريد الرمان ...ولا احببته ...فكيف غواني فسرقته .....وانتهى حلم زهرة النرجس ......لعل الحلم يكون من الايام حقيقة ...جميلة ......♥شمس♥
[center]