لصمت بين الأزواج ,,, مذبحة الزواج
ليس هناك أجمل من التواصل وشعور المرء أن هناك آخر يسمعه
ويتأثر بكلامه يشاركه لحظات السعادة البريئة ويخفف عنه هموم الحياة
وأحزانها، وحينها تنطلق المشاعر التي كانت حبيسة وتغرد في عش الزوجية مع
شريك الحياة ونصفها الحلو.
هكذا يعيد حوار بسيط المعنى للحياة ويهوّن مصاعب كثيرة، وأما افتقاده فإنه
يجعل الحياة بين الزوجين كالموت ويحيلها إلى صحراء جافة لا ينمو فيها سوى
الملل والفتور والكراهية الصامتة بين الطرفين ومع مرور الأيام يصبح عش
الزوجية كئيبا ومعتما أو صامتا صمت القبور.
لاشك أن الحياة الزوجية السوية تساعد الطرفين على الشعور بالتحقق والتوافق
النفسي وتتيح الفرصة لكل منهما كي يتبنى أنماطا سلوكية إيجابية ومقبولة
اجتماعيا والأهم أنها تسهم بشكل فعال في إعادة اكتشاف الذات واستخراج
الطاقات الكامنة وتنظيمها في سياق أسرى مترابط يعطي للحياة أجمل معانيها.
ويعد الصمت بين الزوجين أحد الأسلحة الهدامة التي تقضي على التوقعات
الإيجابية المأمولة من الحياة الزوجية والتي تجعل كل شاب أو شابة يضحي
بأشياء كثيرة - منها قدر من حريته الشخصية -في سبيل تأسيس حياة زوجية
سعيدة.
عادة يترتب على الصمت الذي تغرق فيه العلاقة الزوجية حدوث أزمة حقيقية
فالزوج يشعر أنه يشقى في العمل، وأن زوجته لا تقدر تضحياته أو ما يبذله من
جهد،والزوجة من جهتها تشعر أن زوجها يهملها، وأنه يعاملها كما لو كانت شيئا
من أشياء البيت ليس أكثر وأنه لا يحترمها ولا يستشيرها في أم ولا يهتم
بمشاعرها وإن فعل فلكي يتجنب الإحراج أمام الآخرين فقط بل إن أغلب الرجال
تتجمد ألسنتهم في منازلهم وكأنهم لا يجيدون الكلام على عكس ما يكونون عليه
خارج بيوتهم فلماذا أيها الرجال لا تغرد أسراب طيوركم إلا خارج عش الزوجية ؟
من هنا يسود جو من عدم التفاهم وعدم الثقة نتيجة لانقطاع التواصل بين
الزوجين، كما أن معدل الحديث بينهما قد لا يتجاوز الدقائق يوميا وقد يكون
عن أمور تافهة لا أهمية لها مثل شراء ملابس الطفل أو ماذا تأكل غدا، وماذا
قالت فلانة ! هذا الانقطاع وعدم التواصل هو السبب الأكبر في سوء التفاهم
وفي الانفصال الرسمي أحيانا فالطلاق العاطفي والنفسي قد يسبق الطلاق المادي
وحين يسود الصمت بين الزوجين، لا يعود هناك مجال للتفاهم، إلا إذا قرر
الاثنان العودة.أيها الزوج تذكر أن المرأة مخلوق حساس وعاطفي تملك قلبه
بكلمة حب صادقة فهل تكلفك هذه الكلمة كثيرا حتى تمنعك من المودة و الألفة و
التفاهم مع نصفك الآخر إني أستغرب منك أيها الزوج غضبك الشديد إذا علمت أن
زوجتك تشتكي إلى غيرك من ذويها فلو كنت بجوارها وكان بمقدورها الحديث و
التعبير إليك ما كان حدث ما يثير غضبك لأنني أرى أن الصمت بين الأزواج ليس
إلا مذبحة للزواج.