أحمد أبازيدو أمّا درعا - حيث وُلدت الأسطورة - فبعد شهور من القصف اليوميّ و الشهداء و المعارك ففي حيّ الأربعين
لن يستطيع أحد عدّ أربعين بيتاً كاملةً خارج معادلة الدمار .... كم كان عامراً قبل !
, و في طريق السدّ سُدّت كلّ الدروب إلّا دروب القذائف و القصف و الرصاص يلعب كلّ مساء ... و كلّ نهار ...
و في المخيّم تُنكب فلسطين كلّ مساء و تمارس النكسة لعنتها على الجولان مع كلّ قذيفة ..
و شهداء كثر عرفوا أنّ للصهيونيّة وجوهاً أبشع بكثير هي تلك التي تتقنّع بعداوتها .. و جاهدوا و استُشهدوا ....
و أمّا الشيخ مسكين فارتدت دم 20 شهيداً و غابت في البكاء تاركةً للناجين من الحرق أن يصدّوا أعداءها ...
غير مساكين ! و أمّا الحراك فاقترب اكتمال شهرٍ من منع الماء و الغذاء عنها و شهرين من القصف و الحرائق التي لا تصوم عن المدينة ..
و أمّا اللجاة و بصرى الحرير و داعل و طفس و نوى و إنخل و الصنمين و
النعيمة ..... فحكاية الدم ... و الملاجئ ... و الحصار ... و الجهاد ..
ذاتها ...
و آلاف جنود القتل الموزّعين المتنقّلين بين حقول القمح و العنب ...
و القهر في أيدٍ لم تعرف القهر يوماً من عوز الذخيرة أمام جيش الموت يذيب الشمس خجلاً حتى تنصهر على الحقول ...
و الصمت يلفّ الميتين و الأحياء ...
أرض القمح و الرجال ... أضحت أرض الدم ... أرض النزوح ... أرض الدمار
حوران ... مهد المعجزة ..و الصرخة الأولى ... و الكرامة الأولى ... و الهتاف الأوّل
حوران أمّ اليتامى ... إنّهم يطعنون بناتك واحدةً واحدة ...
و الأبناء ... كم كانوا يهدّون الجبال لولا أنّ توزيع السلاح بين الجبهتين ليس هو هو توزيع الكرامة و الشرف و الوطن !