معارضون سوريون يقللون من أهمية دور القاعدة في الثورة تموز/يوليو 31, 2012
نهاد طوباليان من بيروت
متظاهرون يحتجون ضد الرئيس السوري بشار الأسد في سيرمين بالقرب من إدلب في 27 تموز/يوليو عام 2012.
نفى معارضون سوريون أن يكون لتنظيم القاعدة والتنظيمات التابعة له أي دور في الثورة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وأكدت المعارضة في حديث للشرفة أنه لا يمكن لتنظيم القاعدة اختطاف الثورة من الشعب السوري الذي يناضل في سبيل حريته وحقوقه.
ويأتي نفي المعارضة السورية تزامنا مع دعوات أطلقتها مجموعات جهادية،
بينها مجموعات مرتبطة بالقاعدة، تدعو فيها إلى إعلان الجهاد في سوريا فيما
كانت بعض هذه الجماعات قد ادعت شن هجمات ضد قوات النظام.
وفي تموز/يوليو وعلى موقع "منتديات شبكة حنين"، كتب أبو بكر الحسيني
القرشي البغدادي، الذي يوصف بأنه أمير تنظيم القاعدة في العراق "للمجاهدين
في بلاد الشام" ليحثهم على المضي في "ثورتهم"، قائلا "امضوا بارك الله
فيكم، وإياكم أن ترضوا بحكم أو دستور غير حكم الله وشريعته المطهرة".
كما دعاهم إلى "إعادة الدولة الإسلامية التي لا تعترف بالحدود المصطنعة ولا بجنسية غير الإسلام".
’الشعب هو القوة الحقيقية التي صنعت الثورة‘ وفي الوقت الذي تتحدث فيه تقارير إعلامية عن إشتراك أعضاء في القاعدة في
القتال، قلل الرئيس السابق للمجلس الوطني الانتقالي ، برهان غليون للشرفة
من تأثيرهم.
وأوضح غليون للشرفة "في الوقت الذي يدعي فيه تنظيم القاعدة أنه يشارك
فيها، فإن المشارك الأساسي هو الشعب السوري الذي عانى لعقود من نظام
الأسد".
ووصف غليون، الذي تحدث من البحرين، ما يروجه تنظيم القاعدة بأن له دور
في ثورة الشعب السوري، بأنه كلام "غير صحيح" وغير "دقيق" وأنه "كلام مسيء
بحق شهداء الثورة".
مضيفا أن "هذه الثورة هي ثورة شعب كامل، هو الشعب السوري".
و قال غليون "هناك إلى جانب الشعب الذي خرج إلى الشارع، منشقون عن
النظام مِمَن انضموا إلى صفوف الثورة" مضيفا "فمن يقوم بالثورة في الأحياء
والشوارع والقرى والبلدات والمدن هم الشباب والشعب الذين بعدما خرجوا
للتظاهر السلمي والمطالبة بحقوقهم وحريتهم، وجهوا بقوة السلاح".
ويعزو غليون تنامي الحديث عن وجود تنظيم القاعدة في سوريا، لانفلات
الأمن في بعض منافذ الحدود، لا سيما مع العراق، مقللا من أهمية ما يُشاع عن
تسلل بعض أعضاء هذا التنظيم.
ويرد على ما يدعيه التنظيم من انه يحقق انتصارات في ثورة سوريا بقوله إن
"ما يعلن عنه هذا التنظيم لا يقارن مع ما يحققه الشعب في الثورة". وتابع
غليون "الشعب هو القوة الحقيقية التي صنعت الثورة ومستمرة بها في كل منطقة
سورية. أهل البلد المتألمون من نظام الأسد هم أصحاب الثورة، ومحركوها
وأبطالها".
واعتبر غليون أن "القاعدة ودورها في الثورة هو من نسيج النظام لتحويل
الأنظار عما يحصل"، مشيرا إلى أن "ذلك لن يؤثر على حقيقة أرض الواقع".
وردا على الدعوات التي توجهها القاعدة للشباب المسلم للمشاركة في
الثورة، قال غليون "الشباب السوري لم ينتظروا دعوات القاعدة، بل شاركوا من
تلقاء أنفسهم في صنعها، عن طريق الكتائب التي شكلت، والجيش الحر".
"وهؤلاء يكتبون الثورة بدمائهم، ولن يستطيع هذا التنظيم الإرهابي وغيره
من تغيير وجهة ثورة شعب محق. المعارضة كما الثوار يرفضون رفضاً تاما تدخل
هذا التنظيم في ثورة محقة تكتب بدماء الشباب والأطفال الأبرياء. ونرفض أن
يلوث هذا التنظيم السيء الذكر ثورتنا"، على حد تعبيره.
’لسنا بحاجة إلى تنظيم القاعدة‘ بدوره، وصف المعارض السوري المقيم في باريس، جورج صبرا، ادعاءات القاعدة بأن لها دور في الثورة بأنها "سخيفة".
وقال صبرا إن "الشعب السوري يخوض منذ 17 شهرا معركة في كل القرى، ولسنا
بحاجة لهذا التنظيم الإرهابي وادعاءاته التي ليس لها أي مرتكزات حقيقية".
وأضاف صبرا أن "التيارات الإسلامية السورية المتواجدة في قلب الثورة، هي
تيارات معتدلة ووسطية، وبعيدة كل البعد عن التطرف ورؤية القاعدة، وأفكارها
لذا، ننفي أن يكون لهذا التنظيم أي وجود [داخل سوريا]".
وأشار إلى أن دعم من منظمة مثل القاعدة سيؤثر سلبا على مسار الثورة.
وأكد صبرا أن "الشعب السوري ليس بحاجة لأي دعم من أي جهة، وبخاصة من
القاعدة، هذا التنظيم الذي يملك سجلاً سيئاً بحق العالم. فالشعب ناهض،
ويخرج بالتظاهرات. والشعب ليس بحاجة إلى هذا الموضوع، والى هذا التنظيم
الذي يشوه صورة الثورة، وإنجازات الشعب السوري البطل".
وقال "لسنا معنيون بما يوجه[تنظيم القاعدة] من دعوات، مضيفا " فسوريا
مليئة بالكثير من الشجعان الذين يقاتلون، وبملايين الشباب مِمن تلقوا
الرصاص في صدورهم. رجال سوريا أكفاء في تحريرها".
وفي مواجهة ما يُشاع من مخاوف اختطاف القاعدة للثورة، أكد صبرا على أن
"ما من أحد يمكنه خطف الثورة التي هي بيد الشعب والتيارات المعتدلة، لا
تنظيم القاعدة وفكره وسياسته، ولا غيره من التنظيمات المسيئة للثورة".
مخاوف من انتشار القاعدة ومن أبو ظبي، قال عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، سمير نشار،
في حديث للشرفة "في الوقت الذي لا يمكنني نفي أو تأكيد وجود عناصر للقاعدة
في سوريا، فإن الخوف والهاجس في أن تتوسع وتنتشر ظاهرة القاعدة في سوريا
في ظل عدم اهتمام المجتمع الدولي بما يحصل".
وحذر نشار من حصول القاعدة على موضع قدم في سوريا في ظل غياب أي مساندة
حقيقية من المجتمع الدولي لجماعات المعارضة السورية. وأضاف أن عدم تقديم
الدعم ”قد يسمح للقاعدة بالتسلل، واستقطاب عناصر اليها لما تملكه من مال
وأسلحة".
ووصف نشار تنظيم القاعدة بأنه "ظاهرة إرهابية تمزق المجتمع، في حين أن
المجتمع السوري هو مجتمع متنوع. والسنة في سوريا هم وسطيون ومحافظون،
وليسوا من أنصار القاعدة".
وقال نشار إن تنظيم القاعدة يسعى إلى استمالة الشارع عبر استغلاله لشدة
القتال، ومحاولة النظام "إثارة الغريزة الطائفية، وما يرتكبه من مجازر".
"لكن ذلك لن يحصل. العلويون ليسوا أعداءنا، بل نظام بشار الأسد الذي
يلعب على وتيرة الطائفية، ويلعب لعبته لإشعال حرب أهلية"، على حد وصفه.
’السوريون بعيدون كل البعد عن تأثير تنظيم القاعدة‘ إلى ذلك، قال المحلل الصحفي اللبناني والمتابع للحركات الإسلامية، قاسم
قصير، في حديث للشرفة إن "ما يحكى عن وجود تنظيم القاعدة في سوريا، وبالحجم
الذي يتداول فيه، مبالغ به".
ولا يخفي قصير إن دعوات القاعدة الموجهة للشباب قد "يتم الاستجابة لها،
ولكن بنسبة ضئيلة جدا، ذلك لأن "الشباب السوري مدرك للدور السلبي للقاعدة".
لذا، والحديث لقصير، "من الصعب أن تخطف القاعدة الثورة السورية، لكون وجودها ضئيل، لكن من الممكن أن تؤثر على مسار الأمور".
وأضاف أن "القاعدة، على الرغم من مسلسلها الأمني الطويل في العراق، وما
تخلله من أعمال تفجير، لم تستطع السيطرة على العراق، ولن تستطيع ذلك في
سوريا ومع الثوار لأنها ليست العنصر الأساسي في ما يحصل، برغم ما تحاوله في
تقديم نفسها".
و قال قصير"هناك وعي كبير وكاف عند السوريين والثوار، ويدركون الدور
السلبي للقاعدة وما تبتغيه من شرذمة وبث فتنة مذهبية وطائفية" مضيفا "أقل
ما يقال في ذلك أن الشعب السوري المعتدل بعيد كل البعد عما يدور في فلك
مخططات القاعدة الفاشلة".