عُدنا وقوداً...
1
ولَّى شبابٌ فهلْ يعودُ
ولاحَ شَيْبٌ فما يُريدُ ؟
2
يُريد أنْ يُنقِصَ الليالي
مِنّيَ ظُلماً بما يَزيد
3
يا أبيضَ الريشِ طرْنَ منه
غِدفانُ رِيش الجَناحِ سُود
4
يا هُولةً تَفزَعُ المرايا
مِنه ويستصرخُ الوليد!
5
يا حاملاً شارةِ الرَّزايا
يا ساعيَ الموتِ ، يا بَريدَ !
6
يا ناغِزَ الجُرحِ لا يُداوي
إلاَّ بأنْ يُقطعَ الوريد
7
برغمِ أنفِ الصِّبا وأنفي
يَخضِبُ فَودي منكَ الصديد
8
وأنَّ رأسي يمشي عليهِ
تِيهاً عَدُوٌّ لهُ لَدود!
9
كمْ ليلةٍ خوفَ أنْ تُواتي
أُترِعَ كأسٌ ورنَّ عُود
10
وكمْ وكمْ ، والشَّباب يَدري
رُوَِّعَ ظبيٌ فَنُصَّ جيد
11
أعائدٌ للشَّبابِ عيدُ ؟
أمْ راجعٌ عهدهُ السَّعيد؟
12
أيَّامَ شرخُ الصِّبا وريقٌ
وظِلّهُ سجسجٌ مَديد
13
ونحنُ ، مِثْلَ الجُمانِ زهواً ،
ينظِمُنا عِقدُهُ الفريد
14
أمْ لا تلاقٍ ، فلا خطوطٌ
تُدني بعيداً ، ولا حُدود؟!
15
مَنْ مُبلِغُ المُشتفينَ أنَّا
صِرنا لمِا يَطمحُ الحسودُ ؟
16
أنَّا استعَضْنا ثوباً بثوبٍ
وطالما استُبْدلَتْ بُرود
17
فراحَ ذاكَ العتيقُ غَضّاً
ولاحَ – رَثّاً – هذا الجديد
18
ألوى بنا عاطفٌ حبيبٌ
ومَلَّنا الواصِلُ الودود
19
قد كان يُشجي أهلَ التَّصابي
أنَّا على هامهِم ْ قُعود
20
لم ندرِ ما نَسْتزيدُ منهُ
لو قيلَ : هلْ عندَهُم مَزيد؟
21
نهارُنا مُترَفٌ بَليدُ
وليلُنا جامِحٌ عَنيد
22
فاليومَ إنْ تُعتصَرْ شِفاهٌ
أو تعتصَرْ – لَدْنَةً – قُدود
23
أو يطََّرِدْ قانِصٌ قَنيصاً
أو تُعْجبِ الأغيدِينَ غِيد
24
نقنعُ مِن لذَّةٍ ولهوٍ
أنَّا على عُرْسِهمْ شُهود
25
عُدنا وَقوداً ..! وكُلُّ حيٍّ ،
للذَّة تُشتهى وَقود!
ارجو ان تنال اعجابكم اخوتي