أفادت لجان التنسيق بأن 56 شخصا قتلوا الجمعة برصاص الأمن السوري في عدد من المدن بسوريا معظمهم في حمص وبينهم 12 جنديا من الجيش الحر أعدموا في درعا. وسبق التصعيد العسكري في حمص مظاهرات في "جمعة المقاومة الشعبية" وسط انتشار أمني كثيف في دمشق وخارجها.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن حمص تشهد منذ ساعات صباح الجمعة أعنف قصف في أسبوعين، فيما شنت القوات السورية عمليات متزامنة في مناطق أخرى.
في الوقت نفسه قال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون إن النظام السوري وزع كمامات واقية من الغازات السامة على الجيش السوري في حمص. وأضاف غليون في نشرة سابقة للجزيرة أن ذلك دليل على إمكانية إقدام النظام على ارتكاب جريمة كبيرة بحق المدنيين.
وأظهرت صور بثتها مواقع الثورة السورية استمرار المظاهرات المعارضة للنظام السوري في العاصمة دمشق.
فقد خرج أهالي حي الميادين ونهر عيشة في مظاهرات مسائية لدعوة الرئيس بشار الأسد وأعوانه إلى الرحيل الفوري. وردد المتظاهرون عبارات تضامن وتأييد مع أهالي حي بابا عمرو وغيره من أحياء حمص المحاصرة من قبل الأمن السوري.
وكانت الهيئة العامة للثورة السورية ذكرت في وقت سابق في حصيلة أولية أن 14 شخصا على الأقل قتلوا في القصف الذي استهدف حي بابا عمرو، وقتل اثنان في دير الزور، بينما توفى آخر تحت التعذيب في درعا.
ووصف هادي العبد الله عضو الهيئة العامة للثورة السورية والناشط عمر الحمصي القصف بغير المسبوق منذ بدء هجوم الجيش على حي بابا عمرو قبل 13 يوما.
وأشار العبد الله والحمصي وناشطون آخرون إلى استخدام المدفعية الثقيلة ومدفعية الهاون والصواريخ في القصف الذي استهدف أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة والإنشاءات وكرم الزيتون.
عودة للتصعيد
وقال هادي العبد الله لوكالة فرانس برس إن القذائف كانت تسقط بمعدل أربع قذائف في الدقيقة، مشيرا إلى تحليق كثيف للطائرات الحربية بما فيها طائرات الاستطلاع في سماء المدينة التي قتل فيها المئات بنيران الجيش السوري منذ الرابع من هذا الشهر.
وأشار إلى أن آلاف المدنيين باتوا معزولين تماما، ولا تستطيع الأحياء التواصل فيما بينها. وكان ناشط سوري قدر قبل أيام عدد المحاصرين في حي بابا عمرو بنحو مائة ألف.
وقال الحمصي من جهته إن بنايات انهارت في حيّي بابا عمرو والخالدية بسبب ضراوة القصف الذي بدأ في السابعة من صباح الجمعة. ونشر ناشطون صورا على الإنترنت تظهر دبابات بصدد إطلاق القذائف، مؤكدين استهداف مسجد ومدارس في بابا عمرو.
من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه عُثر على تسع جثث في حيّين بحمص. وكانت القوات السورية قتلت صباح الجمعة شابا في شارع التكايا بدور الزور التي شهدت مساء الخميس اشتباكات عنيفة تمكن خلالها الجيش الحر من تدمير حاجز أمني وفقا لناشطين.
اشتباكات
ووقعت اشتباكات أخرى في بلدة الميادين جنوب دير الزور قتل فيها أحد أفراد الأمن حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وعاودت مدرعات تابعة للجيش السوري اقتحام دير الزور الجمعة وسط إطلاق نار أوقع إصابات حسب ناشطين.
وكانت اشتباكات وقعت الجمعة في درعا البلد بين الجيش السوري ومنشقين، وتحدث ناشطون عن اشتباكات أخرى وإطلاق نار كثيف في جاسم وبصرى الشام بدرعا أيضا. وتحدثت لجان التنسيق عن انفجار ضخم أعقبه إطلاق نار في مدينة درعا نفسها، وأشارت إلى حملات دعم واعتقال في الرقة وجبلة.
واستهدفت حملة اعتقالات أخرى حي الفردوس بحلب بعد قطع الكهرباء عنه، وكان ناشطون أكدوا في وقت سابق مقتل وجرح عشرات المدنيين في قصف مدفعي استهدف الخميس بلدة كفر نبودة بريف حماة، وأكدوا أيضا إعدام ما يزيد على 15 معتقلا على الطريق السريع بين أريحا وجسر الشغور قرب إدلب.
مظاهرات
وتحدى عشرات آلاف السوريين الجمعة التضييقات الأمنية ليتظاهروا في "جمعة المقاومة الشعبية.. بداية مرحلة" دعما للجيش الحر والمدن المنكوبة مثل حمص، وللمطالبة مجددا برحيل الرئيس بشار الأسد .
وبثت مواقع الثورة السورية صورا لمظاهرات في أحياء بينها القدم والعسالي رغم الانتشار الأمني الكثيف في معظم أنحاء العاصمة السورية. ونظمت مظاهرات وصفت بالحاشدة في محافظة الحسكة، خاصة في القامشلي وعامودا والدرباسية.
كما تظاهر آلاف في بلدات نصيب والمسيفرة والجيزة بدرعا التي شهدت بدورها انتشارا أمنيا كثيفا منذ صباح الجمعة بعد اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومنشقين عنه.
ونظمت كذلك مظاهرات في عدد من مناطق حمص بينها الرستن، ومناطق في إدلب بينهما بنّش وفق صور بثها ناشطون. وقالت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة إن مظاهرات سيرت أيضا في حلب وريف دمشق.
وسبقت مظاهرات جمعة المقاومة الشعبية مظاهرات ليلية تعلن دعمها للمدن المستهدفة بعمليات عسكرية مثل حمص، وتطالب برحيل الأسد.
وبثت لجان التنسيق المحلية وصفحة الثورة السورية على الإنترنت صورا لاحتجاجات متزامنة في الصاخور واعزاز بحلب، وسلمية وحي طريق حلب بحماة، والميادين والقورية والحميدية بدير الزور، وحي الخالدية بحمص.