بين بيتي وبين غايتي
وعلى وسط طريقي المعتادة
فاتنةٌ بملابسها الرثة من عناء السفر
وشحوب وجهها يخبر عن جمالها قبل رياح الشحوب
قلتُ سآتيها وأقتص أمرها كي بها أعلم
أيا وجهاً جديدا في ساحتنا!
هل لكِ فيَّ حاجة أقضيها أو إلى أن تُلقي
ما على عاتقكِ من وضوح الحال؟
أنا بطبعي لا أقبلُ المرور عن العابرين
ونفسي ما رغبت يوماً عن أحواض الإغاثة
من أي وطن أنتِ وأي اسم تحملين؟
قالت دعكَ مما تراودك به الظنون
وأعوذ منك بالله أن تراني بجسدي أتّجر
قلت الله الله لما تقولين !!!!!
وبُعداً بُعداً لسوء الظنون
أنا ابن الصحراء ولا ترتادني أهازيج الجاهلين
روحي تواقةٌ لمبادئ لطالما اتّكأتُ عليها
وحالي غريبة الأرض بين قومي وفكري متين
سوء النوايا عن أرضي بتقتُ عينيه فولّى
تكلّمي وانظري في دفء عينيّ
هل ترين فيهما من خبثٍ يبين؟؟
قالت أخي أنا عابرة سبيل ولا أقوى على الأقاويل
قلتُ ويحي وفي نفسي عيناها سلبتني حالها المسكين
لا عليكِ! ستحظين بحسن الضيافة وبعدها تتكلمين
وامشي وراءي ولا تخافي فبيتنا على تلةٍ وبه تكريم
مشيتُ الهوينى كي أواكب مِشيتها من تعب أعياها
ولولا جهلي بانفعالها لحملتها على ذراعي وكلي حنين
كلما التفتُ لها كانت تمشي على استحياء كأنها غزالة التبجيل
بيتنا صار قريباً وقريبا تعبك ستغادرين
قالت أخشى من أهلك إن ما رأوني وحالي البليد
قلتُ أمي خير من تأويكِ وإخوتي بكِ لا يعمهون
أماهُ انظري ضيفاً حلّت بدارنا وأزيلي عنها ما آل بها من كدٍّ مكين
إنّ لها جمالاً ما رأته عيناي وانعشيها إنها من البؤساء
يا بنيّ من هي وأين وجدتها؟؟؟؟
قلت أخبرتها أن ستحظى بحسن الضيافة يا أمي
هذا حالنا والعادات الحسنة لا تُبارح ديارنا
قالت أهلاَ بضيفنا العزيز
إنا أهلك بُنيّتي وادخلي وكلكِ يقين
حينها اطمأن قلبي والراحة في أنفاسي
وبعد ثلاث ليالٍ سأعرف اسمها وأكون بها من العالمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يُتبع في المرة القادمة
[center][b]