بسم الله الرحمن الرحيم
قالت دمشق إن الصين أيدت خططها لإجراء استفتاء على الدستور الجديد
وتنظيم انتخابات برلمانية لحل الأزمة في سوريا، في الوقت الذي استبعدت فيه
دول غربية أي تدخل عسكري في سوريا, وطلبت من المعارضة التوحّد.
ونقل التلفزيون السوري عن تشاي جيون نائب وزير الخارجية الصيني الذي
يزور دمشق قوله اليوم السبت ان الصين تؤيد خطط الرئيس السوري بشار الأسد
بإجراء استفتاء تليه انتخابات برلمانية كطريقة لحل الأزمة السورية.
ونقل التلفزيون السوري عن تشاي قوله إن الصين تأمل أن يجري الاستفتاء
على مشروع الدستور الجديد والانتخابات البرلمانية على نحو متواصل، لكن
المسؤول الصيني أردف حسب وكالة الأنباء السورية أنه في ظل الظروف المستقرة
فقط يمكن لسوريا ان تجرى إصلاحا سياسيا شاملا.
وأدلى تشاي الذي وصل إلى دمشق مساء أمس بعد لقائه الرئيس السوري اليوم
السبت، وكان المسؤول الصيني عقد اجتماعا مع نائب وزير الخارجية فيصل
المقداد قال عقبه للصحافيين "أجرينا محادثات أولية في هذا اللقاء وتبادلنا
الآراء حول الوضع في سوريا وتشاورنا على سبل تعزيز تعاوننا في مواجهة هذه
المرحلة الصعبة في سوريا".
وكانت الصين وروسيا استخدمتا مؤخرا حق الفيتو في مجلس الأمن ضد قرار غربي عربي لحل الأزمة السورية.
ونقل عن تشاي قوله "موقف الصين يتمثل في دعوة الحكومة والمعارضة والمسلحين للوقف الفوري لأعمال العنف"
ويجتمع المسؤول الصيني في سفارة بلاده بممثلين عن جماعات معارضة بينها هيئة التنسيق الوطني السورية .
مساهمة صينية
وقال تشاي في تصريحات له عقب وصوله إنه سيناضل من أجل
دور إيجابي, وتقديم بعض المساهمة في إطار السعي لما سماه "حلا ملائما"
للقضية السورية.
ويزور المسؤول الصيني سوريا في إطار جولة عربية تشمل أيضا السعودية وقطر
ومصر لشرح موقف بكين بعد استخدامها الفيتو بمجلس الأمن ضد قرار يدعم
مبادرة عربية لتسوية الأزمة السورية.
وبالتزامن مع محادثات تشاي بدمشق, قالت صحيفة غلوبال تايمز الصادرة عن
الحزب الشيوعي الصيني بافتتاحية لها اليوم السبت إن الفيتو الذي استخدمته
الصين مؤخرا بمجلس الأمن مؤشر على تعاظم دورها بالشؤون الدولية.
وتأتي جولة نائب وزير الخارجية الصيني بعدد من الدول العربية بينها
سوريا قبيل مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده بتونس يوم الجمعة المقبل.
وقال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام أمس إن روسيا والصين دُعيتا
إلى اجتماع ستشارك فيه دول عربية وغربية إضافة إلى تركيا. ولن يكون
المجلس الوطني السوري ممثلا رسميا بالمؤتمر وفق ما قال الوزير التونسي.
توحيد المعارضة
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون والرئيس
الفرنسي نيكولا ساركوزي تعهدا أمس في باريس بدعم المعارضة السورية،
لكنهما طالباها في المقابل بتوحيد صفوفها حتى يمكن تقديم الدعم لها.
وقال ساركوزي "لا نستطيع إطلاق ثورة إذا لم تقم الثورة السورية بتوحيد
وتنظيم نفسها، لنستطيع مساعدتهم بصورة أفضل" ودعاها لتقديم "بديل ذي
مصداقية".
وأكد كاميرون وساركوزي أن الظروف لم تنضج بعد لتجسيد تدخل على الطريقة
الليبية. وقال كاميرون بهذا الإطار "في ليبيا كان هناك قرار لمجلس الأمن
يفوّض باستخدام القوة، وجامعةٌ عربية أرادت التحرك ومعارضة تعمل لصالح كل
البلد".
ومن تركيا أكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن
أن الحلف لا ينوي "إطلاقا" التدخل، قائلا "إن سوريا أكثر تعقيدا من ليبيا
عرقيا وسياسيا ودينيا".
واستبعد حتى التدخل بتوفير الدعم اللوجستي إذا أُجيز قرار أممي لفتح
"ممرات آمنة" لتقديم المساعدات الإنسانية، كما تريد فرنسا، داعيا دول الشرق
الأوسط لإيجاد طريقة لإنهاء العنف.
وكان وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه بحث أول أمس إنشاء ممرات إنسانية
آمنة في سوريا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي تعترض بلاده حتى الآن
على تدخلات من هذا القبيل.