[size=24][size=24][center]
أوراق مستهلكة
على باب المحطة الأخيرة من محطات العمر وقفنا .. أنا وأنت وبقية هذا العمر ..
نحاول أن نلتقط بعضا ًمن أنفاسنا المتهالكة إثر جريها الدؤوب خلف قطار السنين دون جدوى .. نحاول تثبيت أقدامنا على آخر محطة من محطات العمر قبل أن يرحل قطارها دوننا ..
قلتُ لك ذات يوم حين كنا نمشط جدائل التاريخ ونشكل ورودنا على ضفائره ونزرع أزهار عمرنا على خاصرته ..
هل سيفهم التاريخ لغة الحب هذه ؟
هل يقرأ التاريخ لغة الحب ويشمّ رائحة الورود التي نهديها له ؟
وكعادتِكَ حين تزرع التفاؤل على شرفة عينيك وترويه دمعا ً سخيا ً لا يذرف إلا لأجل الوطن .. قلتَ لي ..
هذا التاريخ لنا ..
أنا وأنت ِ نضع له الفواصل والنقاط ليقف عندها .. ليستدل على وقع خطانا .. ليلحق بنا بعد أن أخفقنا نحن .. وتاهت منا خطانا وتشتت على مرافىء الانتظار .
كعادتك متفائل ..
لا تبكي إلا لأجل الوطن ..
تحتضن دموعي بين كفيك وتهمس لي .. سيكون لنا في يوم وطن ..
سيكون لنا وطن .
وتقول لي .. وتعيد على مسمعي ..
هذا هو كتاب التاريخ .. دعينا نعبر حروفه معا ً .. هنا كان لنا بيت قديم ..
لم يبق منه شيئا ً ..
لكنّي وضعت لهم علامة استفهام .
هنا يا حبيبي كنا أنا وأنت نداعب موج البحر حين كنا صغارا ً .. في سن الحب .. كان البحر رفيقنا وكان الشاهد الأوحد على حبنا ..
[/center][/size][/size]