الجيش السوري الحر" و"حرب المطارات": توازن القوى مطلوب


الأربعاء 05 أيلول 2012، آخر تحديث 10:27




تعززت في الأيام الأخيرة الهجمات التي يقوم بها "الجيش السوري الحر" على
المطارات العسكرية التابعة للجيش السوري في أكثر من منطقة، بشكل بات يوحي
بأن هناك مخططاً لإستهدافها ضمن إستراتيجية السعي لإحداث نوع من توازن
القوى بين الجانبين في ضوء الصراع العسكري المستفحل في هذه المرحلة بشكل
كبير.


وعلى صعيد متصل، تركزت هذه الهجمات على المطارات الواقعة في منطقة شمال
سوريا بشكل لافت، وهذه المنطقة تشمل مدينتي حلب وإدلب وريفهما اللتين
تشهدان معارك عنيفة، فما الهدف من وراء ذلك، وهل هناك فعلاً "حرب مطارات"
في سوريا؟



حرب المطارات العسكرية
شنت
قوى المعارضة السورية المسلحة في الأيام الأخيرة العديد من الهجمات التي
إستهدفت مطارات عسكرية في مناطق مختلفة من البلاد، بعد أن ترددت الكثير من
الأنباء عن إستخدام الجيش السوري الطائرات الحربية والعامودية في المعارك
التي يخوضها معها. وفي هذا السياق يوضح الناطق الإعلامي في "الجيش السوري
الحر" العقيد مصطفى عبد الكريم أن هذا الجيش يعتمد في هذه المرحلة ما يمكن
تسميته بـ"حرب المطارات"، ويشير إلى أن السبب في ذلك يعود إلى أن الجيش
السوري يتفوق عليه بشكل كبير في ما يتعلق بسلاح الجو الذي بات يستخدم بشكل
كبير في هذه المرحلة.
ويلفت العقيد عبد الكريم، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن إعتماد إستراتيجية
ضرب الطائرات وهي على الأرض بات أمراً ضرورياً بسبب عدم إمتلاك "الجيش
الحر" أسلحة مضادة للطائرات من الممكن أن تساهم في إحداث نوع من توازن
القوى مع هذا السلاح فيما لو كانت موجودة، ويوضح أن المطارات العسكرية التي
تُستهدف هي التي ينطلق منها الطيران الحربي والعامودي لإستهداف القرى
والبلدات والتجمعات في شمال سوريا وبشكل خاص في مناطق حلب وإدلب وريفهما،
ويعتبر أن هذه الحرب هي بمثابة "حرب إستباقية" يقوم بها "الجيش الحر".

في
الجهة المقابلة، تستبعد مصادر سورية متابعة أن تحقق هذه الإستراتيجية
الجديدة المتبعة من قبل المجموعات المسلحة أهدافها، وتشير إلى أن مصيرها
سيكون الفشل كغيرها من التكتيكات التي اعتمدت في وقت سابق، وتلفت إلى أن
المطلوب من هذه الهجمات ضرب مراكز القوة التي يمتلكها الجيش السوري، وتعتبر
أن هذا الأمر هدف للقوى الخارجية التي تقف خلف هذه المجموعات المسلحة.
ومن جهة ثانية، تشير هذه المصادر إلى أن معظم المعارك التي تحصل لا يتدخل
فيها سلاح الجو السوري بسبب إحتماء المجموعات المسلحة بالمدنيين في المدن،
الأمر الذي يمنع إستخدام هذا السلاح خوفاً من سقوط ضحايا منهم، وتلفت إلى
أن العمليات التي يقوم بها الجيش السوري هي عمليات نوعية تقوم بها مجموعات
خاصة على الأرض.



هل ينجح "الجيش الحر" في هذه الحرب؟

على
صعيد متصل، يعتبر "الجيش السوري الحر" أن الإستراتيجية الجديدة المعتمدة
من قبله تحقق أهدافاً مهمة، ويوضح العقيد عبد الكريم أن النجاح يتحقق بنسبة
70% من خلال إستهداف العديد من المطارات المهمة، ويشير إلى أن هذه
العمليات يتم التخطيط لها قبل مدة، ويلفت إلى أن معظمها ينفذ في ساعات
الليل والفجر، ويوضح أن مبدأ "الكر والفر" لا يزال هو الأساس في معظم
العمليات. ويرى أن العامل الأساسي في نجاح هذه العمليات يعود إلى الروح
المعنوية والحاضنة الشعبية في منطقة شمال سوريا بشكل خاص، ويلفت إلى أن
الأهداف الأساسية اليوم هي ضرب المراكز الأساسية في هذه المنطقة وقطع طرق
الإمداد عن وحدات الجيش النظامي.
ويؤكد الناطق باسم "الجيش الحر" السيطرة إلى حد بعيد على الأرض في منطقة
شمال سوريا، لكنه يلفت إلى أن الضربات التي يوجهها الجيش السوري من خلال
الطيران كبيرة جداً، وينفي المعلومات عن تقديم أي من الدول أسلحة مضادة
للطيران، ويشير إلى أنه حتى اللحظة كل هذه الامور لا تزال في خانة الوعود،
ويرى أن المجتمع الدولي يقف اليوم موقف المتفرج على الشعب السوري.
ومن جهتها، تقلل المصادر السورية المتابعة من أهمية كلام "الجيش السوري
الحر" عن نجاح هذه الإستراتيجية، وتلفت إلى أن المطارات العسكرية التي تم
إستهدافها في الهجمات لم يتم السيطرة عليها من قبل المسلحين في أي مرة،
وتعتبر أن هذا الأمر يعني فشل المخطط، وترى أن المطالبة المستمرة من قبل
هذه المجموعات بالحصول على سلاح نوعي تؤكد فشلها في تحقيق أهدافها، لكنها
تلفت إلى أن بعض هذه المجموعات أصبح لديه هذا النوع من السلاح بعكس ما يعلن
بشكل دائم.
وتشير هذه المصادر إلى أن الجيش السوري إستطاع تحقيق العديد من الإنجازات
المهمة في المعارك التي تدور حالياً من خلال إتباع تكتيكات مضادة إستطاعت
منع المجموعات المسلحة من تحقيق أهدافها، وتلفت إلى أن هذه المجموعات
بالرغم من كل تهديداتها المستمرة لن تستطيع تحقيق أي من طموحاتها على أرض
الواقع، وتؤكد أن الهجمات التي تستهدف المطارات العسكرية هي كغيرها من
الهجمات التي تستهدف مراكز عسكرية، لكنها تشدد على أن الرد عليها لن يكون
صغيراً، وتوضح أن هذه المطارات محصنة إلى حد بعيد ما يعني عدم قدرة هذه
المجموعات على السيطرة عليها.

اللهم فرجك ونصرك يارب

شكرا لك لرقي طرحك الهادف
كل الود لك واعطر الورود