تراتيل المطر
خطوة عزيزة وغالية . اسعدتمونا بزيارتكم و نرحب بكم اخوة اعزاء بيننا .

ملاحظة هامة ( اذا اتممت تسجيلك في المنتدى راجع صندوق الوارد في ايميلك أو غير الهام
لتفعيل عضويتك أو انتظر لنقوم بتفعيلها نحن وسيستغرق ذلك 24 ساعة

مع اطيب تمنياتنا
تراتيل المطر
خطوة عزيزة وغالية . اسعدتمونا بزيارتكم و نرحب بكم اخوة اعزاء بيننا .

ملاحظة هامة ( اذا اتممت تسجيلك في المنتدى راجع صندوق الوارد في ايميلك أو غير الهام
لتفعيل عضويتك أو انتظر لنقوم بتفعيلها نحن وسيستغرق ذلك 24 ساعة

مع اطيب تمنياتنا

تراتيل المطر


 
الرئيسيةhttp://im22.gulأحدث الصوردخولالتسجيل
ارجو من كل الأعضاء الدخول الى منتدانا الجديد http://www.hmst7ob.net/index.php

شاطر
 

 آية وتفسير

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
winston
مسؤول
مسؤول
winston

عدد المساهمات : 3675
نقاط : 9066
تاريخ التسجيل : 15/02/2012

آية وتفسير  Empty
مُساهمةموضوع: آية وتفسير    آية وتفسير  Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 17, 2012 2:00 am

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم


الآية اليوم:
وكذلك جعلناكم أمة وسطاً


من الآيات التي أثنت على هذه الأمة، ورفعت من شأنها بين الأمم قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} (البقرة:143)، فقد وصفت الآية الكريمة هذه الأمة بـ (الوسطية)، فما هو المراد بـ (الوسطية

(الأمة) في اللغة: هي القرن من الناس، والصنف منهم وغيرهم. و(الأمة)
في الاصطلاح: عبارة عن جماعة من الناس، يرتبط أفرادها بروابط معينة، مثل:
اللغة، أو التاريخ، أو الجنس، أو الدين...من ناحية، والمصالح المشتركة،
والغايات الواحدة من ناحية أخرى.

و(الوسط) في كلام العرب: الخيار، يقال: فلان
وسط الحسب في قومه، أي: متوسط الحسب، إذا أرادوا بذلك الرفع في حسبه.
ويقال: هو وسيط الحسب في قومه، إذا كان أوسطهم نسباً، وأرفعهم مجداً. ووسط
الوادي: خير موضع فيه، وأكثره كلأ وماء.

وقد اختلف المفسرون في تحديد المراد بـ (الوسط) في الآية:

فقال بعضهم: المراد بـ (الوسط): خيار الناس، واستأنسوا لذلك بقوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} (آل عمران:110)، قال ابن كثير: و(الوسط) ها هنا: الخيار والأجود، كما يقال: قريش أوسط العرب نسباً وداراً، أي: خيرها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم (وسطاً) في قومه، أي: أشرفهم نسباً. ومنه (الصلاة الوسطى
التي هي أفضل الصلوات، وهي العصر، كما ثبت في الصحاح وغيرها. ولما جعل
الله هذه الأمة وسطاً، خصها بأكمل الشرائع، وأقوم المناهج، وأوضح المذاهب،
كما قال تعالى: {هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين} (الحج:78).

ولسائل أن يسأل: لِمَ اختير لفظ (الوسط) على لفظ (الخيار)، مع أن هذا هو المقصود؟ فالجواب من وجهين:

أحدهما: التمهيد للتعليل الآتي، وهو قوله سبحانه: {لتكونوا شهداء على الناس
فإن الشاهد على الشيء، لا بد أن يكون عارفاً به، ومن كان متوسطاً بين
شيئين، فإنه يرى أحدهما من جانب، وثانيهما من الجانب الآخر، وأما من كان في
أحد الطرفين، فلا يعرف حقيقة حال الطرف الآخر، ولا حال الوسط أيضاً.

ثانيهما: أن في لفظ (الوسط) إشعاراً بالسببية، أي: أن المسلمين خيار وعدول; لأنهم (وسط)، ليسوا من أرباب الغلو في الدين المفرطين، ولا من أرباب التعطيل المفرطين، فهم كذلك في العقائد والأخلاق والأعمال.

وقال بعضهم: المراد بـ (الوسط) هنا: العدل، واستدلوا لذلك بقوله تعالى: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون} (القلم:28)، أي: أعدلهم. واستدلوا بما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} قال: (الوسط) العدل. وهذا تفسير للآية بالحديث، فينبغي أن لا يُعدل عنه. وقال زهير:

هم وسط يرضى الأنام بحكمهم
إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم


أي: هم أهل عدل، يقبل الناس بحكمهم في النوائب والملمات.

وقال بعضهم المراد بـ (الوسط) هنا: التوسط في
الدين بين المُفْرِط والمُفَرِّط، والغالي والمقصر في الأشياء. وهذا القول
اختيار الإمام الطبري، قال رحمه الله: وأنا أرى أن (الوسط) في هذا الموضع، هو(الوسط) الذي بمعنى: الجزء الذي هو بين الطرفين، مثل (وسط الدار)...إنما وصفهم بأنهم (وسط
لتوسطهم في الدين، فلا هم أهل غلوٍّ فيه، غلو النصارى الذين غلوا بالترهب،
وقولهم في عيسى ما قالوا فيه، ولا هم أهل تقصير فيه، تقصير اليهود الذين
بدلوا كتاب الله، وقتلوا أنبياءهم، وكذبوا على ربهم، وكفروا به؛ ولكنهم أهل
توسط واعتدال فيه. فوصفهم الله بذلك؛ إذ كان أحب الأمور إلى الله أوسطها.

وإلى هذا القول ذهب السعدي حيث قال: فجعل الله هذه الأمة (وسطاً) في كل أمور الدين، (وسطاً) في الأنبياء، بين من غلا فيهم، كالنصارى، وبين من جفاهم، كاليهود، بأن آمنوا بهم كلهم على الوجه اللائق بذلك، و(وسطاً) في الشريعة، لا تشديدات اليهود وآصارهم، ولا تهاون النصارى.

والحق، أن هذه الأقوال الثلاثة لا تعارض بينها، بل هي أقوال متداخلة،
ويُكَمِّل بعضها بعضاً، قال الرازي: واعلم أن هذه الأقوال متقاربة غير
متنافية. وقال ابن حجر معقباً على ما اختاره الطبري: لا يلزم من كون (الوسط)
في الآية صالحاً لمعنى التوسط، أن لا يكون أريد به معناه الآخر، كما نص
عليه الحديث - يقصد معنى العدل - فلا مغايرة بين الحديث، وبين ما دل عليه
معنى الآية. وقد قال ابن عاشور بعد أن ذكر القول الأول والثاني: والجمع في
التفسيرين هو الوجه.

ثم ها هنا حديث متعلق بهذه الآية من المناسب ذكره، وقد رواه البخاري عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يدعى
نوح يوم القيامة، فيقول: لبيك وسعديك يا رب، فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم،
فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، فيقول: من يشهد لك؟
فيقول: محمد وأمته، فيشهدون أنه قد بلغ، {ويكون الرسول عليكم شهيدا}، فذلك قوله جل ذكره: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}، والوسط: العدل
).

وعلى الجملة، فإن الآية ثناء على المسلمين، بأن الله قد ادخر لهم الفضل، وجعلهم {وسطا} بما هيأ لهم من أسبابه في بيان الشريعة بياناً، جعل أذهان أتباعها سالمة من أن تروج عليهم الضلالات التي راجت على الأمم.

ثم إن بعض المفسرين المعاصرين ذهب في معنى (الوسطية) مذهباً أبعد مما ذكره المتقدمون، فذكر أن (وسطية) هذه الأمة (وسطية) شاملة، وليست قاصرة على (وسطية) التشريع فحسب، بل هي (وسطية)
في الاعتقاد والتصور، لا تغلو في التجرد الروحي، ولا في الارتكاس المادي.
إنما تتبع الفطرة الممثلة في روح متلبس بجسد، أو جسد تتلبس به روح. وتعطي
لهذا الكيان المزدوج الطاقات حقه المتكامل من كل زاد، وتعمل لترقية الحياة
ورفعها في الوقت الذي تعمل فيه على حفظ الحياة وامتدادها، وتطلق كل نشاط في
عالم الأشواق وعالم النوازع، بلا تفريط ولا إفراط، في قصد وتناسق واعتدال.

وهي (وسطية) في التفكير والشعور، لا تجمد على
ما علمت، وتغلق منافذ التجربة والمعرفة، ولا تتبع كذلك كل ناعق، وتقلد
تقليد القردة المضحك، إنما تستمسك بما لديها من تصورات ومناهج وأصول؛ ثم
تنظر في كل نَتاج للفكر والتجريب؛ وشعارها الدائم: الحقيقة ضالة المؤمن،
أنى وجدها أخذها، في تثبت ويقين.

وهي (وسطية) في التنظيم والتنسيق، لا تدع
الحياة كلها للمشاعر، والضمائر، ولا تدعها كذلك للتشريع والتأديب، إنما
ترفع ضمائر البشر بالتوجيه والتهذيب، وتكفل نظام المجتمع بالتشريع
والتأديب، وتزاوج بين هذه وتلك، فلا تكل الناس إلى سوط السلطان، ولا تكلهم
كذلك إلى وحي الوجدان، ولكن مزاج من هذا وذاك.

وهي (وسطية) في الارتباطات والعلاقات، لا تلغي
شخصية الفرد ومقوماته، ولا تلاشي شخصيته في شخصية الجماعة أو الدولة؛ ولا
تطلقه كذلك فرداً أثراً جشعاً، لا همَّ له إلا ذاته. إنما تطلق من الدوافع
والطاقات ما يؤدي إلى الحركة والنماء، وتطلق من النوازع والخصائص ما يحقق
شخصية الفرد وكيانه. ثم تضع من الكوابح ما يقف دون الغلو، ومن المنشطات ما
يثير رغبة الفرد في خدمة الجماعة، وتقرر من التكاليف والواجبات ما يجعل
الفرد خادماً للجماعة، والجماعة كافلة للفرد في تناسق واتساق.

وهي (وسطية) في المكان؛ إذ ما تزال هذه الأمة
التي غمر أرضها الإسلام إلى هذه اللحظة هي الأمة التي تتوسط أقطار الأرض
بين شرق وغرب، وجنوب وشمال، وما تزال بموقعها هذا تشهد الناس جميعاً، وتشهد
على الناس جميعاً؛ وتعطي ما عندها لأهل الأرض قاطبة؛ وعن طريقها تعبر ثمار
الطبيعة، وثمار الروح والفكر من هنا إلى هناك؛ وتتحكم في هذه الحركة
ماديها ومعنويها على السواء.

وهي (وسطية) في الزمان، تُنهي عهد طفولة
البشرية من قبلها؛ وتحرس عهد الرشد العقلي من بعدها. وتقف في الوسط، تنفض
عن البشرية ما عَلِقَ بها من أوهام وخرافات من عهد طفولتها؛ وتصدها عن
الفتنة بالعقل والهوى; وتزاوج بين تراثها الروحي من عهود الرسالات، ورصيدها
العقلي المستمر في النماء؛ وتسير بها على الصراط السوي بين هذا وذاك.

ختاماً: فإن من المهم أن نعلم، أن ما يعوق هذه الأمة اليوم عن أن تأخذ
مكانها هذا، الذي وهبه الله لها، تخلِّيها عن منهج الله الذي اختاره لها،
واتخاذها مناهج مختلفة، بعيدة كل البعد عن المنهج الإلهي، والصبغة الربانية
، والله يريد لها أن تصطبغ بصبغته وحدها. ولن يتحقق لهذه الأمة وصف (الوسط
إلا إذا حافظت على العمل بهذا المنهج وهذه الصبغة ، وأما إذا انحرفت عن
الجادة، فالرسول بنفسه ودينه وسيرته حجة عليها، بأنها ليست من أمته التي
وصفها الله في كتابه بهذه الآية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام الدنيا
عميد المشرفين
عميد المشرفين
أحلام الدنيا

عدد المساهمات : 3811
نقاط : 9846
تاريخ التسجيل : 16/02/2012
الموقع : انثى يشتهي القمر ان يمتزج بها; ..!!

آية وتفسير  Empty
مُساهمةموضوع: رد: آية وتفسير    آية وتفسير  Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 17, 2012 3:54 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
بآرَكـَ الله فيكـ عَ آلمَوضوعْ
آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـ بآلريآحينْ
دمْت بـِ طآعَة الله ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غربة مشاعر~
سوبر ستار
سوبر ستار
غربة مشاعر~

عدد المساهمات : 4209
نقاط : 9514
تاريخ التسجيل : 21/02/2012
العمر : 30
الموقع : في قلب رَجلي

آية وتفسير  Empty
مُساهمةموضوع: رد: آية وتفسير    آية وتفسير  Icon_minitime1الجمعة يوليو 06, 2012 1:12 pm

يقول الله تعالى :


فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23)



ان الصديقة الكريمة العفيفة لما آذاها بنو اسرائيل بكثر الهمز واللمز

بعد ظهور علامات الحمل عليها وكبر بطنها هامت على وجهها من بيت

المقدس متجهة الى مصر وبعد ثمانية أميال من المشي المتواصل

ووصولها الى مدينة بيت لحم آتتها آلام الطلق ومع كثرة التعب وآلام

الوضع وهربها من كلام الناس وملاحقتهم لها بشكوكهم ومن كبر

الإبتلاء من الله وإيمانها بالقضاء والقدر عليها السلام

فنجد أنها لم تقل يارب ليتك ما خلقتني أبدا

ولم تقل يارب أمتني الآن وريحني من هذا البلاء

ولم تحاول الإنتحار- وحاشاها ذلك- فهي العابدة الناسكة والتي عرفت

الله عز و جل بقلبها وعبدته العبادة التي ارضته سبحانه وتعالى عنها

والتي ظهر لها من بين الأشجار-الأمين الروح القدس سيد الملائكة

جبريل عليه السلام

وطمأنها أنه رسول ربها وأن الله سبحانه سيهب لها غلاما نبيا وهذا أمر

حتمي وقضاء قد قدره الله عز و جل





ويقول المفسرون ان جبريل عليه السلام بعد أن إطمأنت مريم عليها

السلام إليه - مسك طرف ثوبها من تحت الرقبة ونفث عليها بكلام واسماء

علمها الله اليه فحصل لها الحمل بإذن العزيز العليم

ونعود الى فترة آلام الطلق والوضع فنجد ان الصديقة عليها السلام

تأدبت مع ربها في الخطاب ولم تعترض على حكمه

وتمنت امنية فقط وقالت ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا

والنسي المنسي هي الخرقة البالية المرمية في الصحراء والتي

نسيها من رمى بها وذلك من قلت أهميتها

فتمنت أمنية فقط لو أنها قبل هذا الإمتحان ماتت وكانت كالخرقة البالية

المرمية في الصحراء والتي لا يلتفت إليها من مر بها..

وانا اذكر ذلك الكلام بعد ان قرأت بعض من إبتلاهم الله سبحانه وتعالى

بالأمراض الروحية وتسلط بعض الشياطين

فنجد احدهم يتمنى الموت ويتمنى ان الله لم يخلقه

وبعضهم يقول انه حاول الإنتحار

وقد يكون بعض ممن إنتحروا والعياذ بالله كانت الأسباب أو المسببات

مرضا روحيا - والمنتحر لا شك أنه على كبيرة من الذنب وأنه قد أطاع

الشيطان في قتله لنفسه

فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في
نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها
أبدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا


ورسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم
شاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه فقالوا ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أما إنه من أهل النار فقال رجل من القوم أنا صاحبه أبدا قال فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا
أسرع أسرع معه قال فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين
ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أشهد أنك رسول
الله قال وما ذاك قال الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت أنا لكم به فخرجت في
طلبه حتى جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه
فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو
من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن رجلا ممن كان قبلكم خرجت به قرحة فلما آذته انتزع سهما من كنانته فنكأها فلم يرقأ الدم حتى مات قال
ربكم قد حرمت عليه الجنة ثم مد يده إلى المسجد فقال إي والله لقد حدثني بهدا الحديث جندب عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد


ولذلك قيل لبعض السلف : طاب الموت !!
قال : يا ابن أخي ، لا تفعل ، لساعة تعيش فيها تستغفر الله ، خير لك من موت الدهر !
وقيل لشيخ كبير منهم : أتحب الموت ؟ قال : لا ، قد ذهب الشباب وشره ، وجاء الكبر وخيره ، فإذا قمت قلت
: بسم الله ، وإذا قعدت قلت : الحمد لله ، فأنا أحب أن يبقى هذا !!
وكان كثير من السلف يبكي عند موته أسفا على انقطاع أعماله الصالحة .
ولأجل ذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت ، لأنه يحرم المؤمن من خير الطاعة ، ولذة العباد
ة ، وفرصة التوبة ، واستدراك ما فات :
فعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ , وَلا يَدْعُ
بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ انْقَطَعَ عَمَلُهُ ، وَإِنَّهُ لا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلا خَيْرًا ) رواه مسلم (2682) .



فجمع بين النهي عن تمني الموت ، والنهي عن الدعاء به على النفس .

ومع ان الإنتحار والعياذ بالله لا يخرج من ملة الإسلام

فإن من مات منتحرا والعياذ بالله من ذلك مات على ملة الإسلام

ولكنه مات على كبيرة من الكبائر إن شاء الله عذبه بها وإن شاء سبحانه

وتعالى عفى عنه ..

فسبحان من كتب على نفسه الرحمة

وسبحان من قال إن رحمتي سبقت غضبي

وقد قال علماء أهل السنة والجماعة أنه لا يجوز للإنسان تمني الموت إلا

إذا أفتتن في دينه ..

وأعتقد بأنهم رضي الله عنهم استشهدوا بحديث الرسول صلى الله عليه

وسلم

فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ، لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر
فيتمرغ عليه ، ويقول : يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر ، وليس به الدين إلا البلاء " . رواه مسلم .
ويقصد بالدين اي جمع ديون وهي القروض

والرسول الكريم لم ينكر على من تمنى الموت بسبب الفتنة وبسبب

خوف الانسان على دينه فيتمنى الموت لذلك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة الاحلام
مراقبة عامة
مراقبة عامة
اميرة الاحلام

عدد المساهمات : 5614
نقاط : 11308
تاريخ التسجيل : 15/02/2012
الموقع : On the edge of the world

آية وتفسير  Empty
مُساهمةموضوع: رد: آية وتفسير    آية وتفسير  Icon_minitime1الأربعاء يوليو 11, 2012 6:32 am

جزاك الله خيرا و جعله فى ميزان حسناتك نادر
مساحة رائعة نضع فيها ما تيسر من التفسيرات
كل الشكر لك و لموضوعك الرائع
يثبت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة الاحلام
مراقبة عامة
مراقبة عامة
اميرة الاحلام

عدد المساهمات : 5614
نقاط : 11308
تاريخ التسجيل : 15/02/2012
الموقع : On the edge of the world

آية وتفسير  Empty
مُساهمةموضوع: رد: آية وتفسير    آية وتفسير  Icon_minitime1الأربعاء يوليو 11, 2012 6:40 am

﴿فَقَالَ
الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَراً
مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا
بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ
نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ﴾

[سورة هود الآية:27]

هذه رؤية الكافر للمؤمن في كل العصور:

﴿مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا﴾

[سورة هود الآية:27]

طالب
الحق لا يطلب الدنيا, يطلب الآخرة, لذلك لا يحفل بها كثيراً؛ ليست من
طموحه, ليست محط رحاله, ليست منتهى آماله, يسعى فيها ليأخذ منها ما يكفيه,
لذلك يبدو طالب الحق في دنياه أقل من طالب الدنيا.




شيء
طبيعي جداً: إنسان ذهب إلى مكان ليدرس, طموحه الدكتوراه, يمكن لا يذهب إلى
مقاصف المدينة, ولا إلى أنديتها, ولا إلى بساتينها, ولا إلى حدائقها, هدفه
من هذه البلدة أن ينال هذه الشهادة, فهؤلاء المؤمنون, الدنيا ليست في
طموحهم, وليست منتهى آمالهم, وليست محط رحالهم, إنهم يستعينون بها لبلوغ
آخرتهم.
دخل
رجل على سيدنا أبي عبيدة الجراح, وكان قائداً لجيوش المسلمين, رأى في بيته
قدر ماء مغطى برغيف خبز, وجلداً يجلس عليه, وسيفاً معلقاً على الحائط, قال:


((ما هذا؟ قال: هو للدنيا وعلى الدنيا كثير, ألا يبلغنا المقيل؟))

فإذاً:
المؤمن هدفه الكبير الوصول إلى الله, وهو يسعى لجنة عرضها السموات والأرض,
فإذا كانت دنياه متواضعة أو خشنة أحياناً, أو أن الله سبحانه وتعالى لحكمة
بالغة, لئلا يشغله بها, كما قال عليه الصلاة والسلام:


((إن
الله يحمي صفيه من الدنيا, كما يحمي أحدكم مريضه من الطعام, إن الله ليحمي
المؤمن من الدنيا, كما يحمي الراعي الشفيق غنمه من مراتع الهلكة))

فالكافر
منظاره دنيوي, يقيم الشخص بمتاعه, بمساحة بيته, بماركة سيارته, بدخله,
برصيده في البنك فقط, لا يعبأ إلا بهذه القيم المادية, فنظرة الكافر للمؤمن
في كل العصور, هذه هي:

﴿فَقَالَ
الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَراً
مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا
بَادِيَ الرَّأْيِ﴾

[سورة هود الآية:27]

كلمة
أراذل هنا: لا تعني الشعبي, العامي, الذي نعنيه الآن, الأراذل: الفقراء
فقط, فلان رذيل بالقاموس: الفقير فقط, الكلمة لها معنى آخر الآن: سيء
الأخلاق.
أحياناً: الكلمة لها معنى بحسب العصور, كلمة جرثومة تعني: أصل الشيء.
شاعر كبير وصف خليفة عظيماً, قال له:


((أنت جرثومة الدين, والإسلام, والحسب))

. يعني:
أنت أصل الدين, إذاً: أما الآن جرثوم لها معنى آخر, تقول لشخص: أنت جرثومة
الصف مثلاً, إذا أستاذ قال لطالب هذه الكلمة, هذه كلمة قبيحة, فكلمة
أراذلنا لا تعني إلا أنهم فقراء فقط:

﴿فَقَالَ
الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَراً
مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا
بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ
نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ﴾

[سورة هود الآية:27]

اسمعوا الجواب, الجواب مهم جداً:

﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي﴾

[سورة هود الآية:28]

وضوح,
الهدف واضح, الكون له تفسير, والحياة لها تفسير, والإنسان له تفسير, يعرف
التكليف, يعرف حقيقة الملائكة, حقيقة الحيوانات, حقيقة الجمادات, لماذا أنا
في الدنيا؟ أين كنت؟ ما مهمتي في هذه الدنيا؟ ماذا بعد الموت؟
يعني
المؤمن على بينة, يعني عنده تصور للكون والحياة والإنسان, مطابق للواقع,
يعني أعظم نعمة ينالها الإنسان: أن يكون على بينة من ربهم, يعني:

﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً﴾

[سورة الكهف الآية:103]

﴿الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً﴾

[سورة الكهف الآية:104]

إنسان يمشي في طريق خاطىء, وهو يظن أنه على حق, لذلك النبي من أدعيته الشريفة يقول:


((اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً))

معنى ذلك: هناك من يرى الحق باطلاً والباطل حقاً:

﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ ﴾

[سورة هود الآية:28]

والله لا أملك تفسير كلمة رحمة, لكن سأضرب أمثلة مقربة لكم:
بموجة
البرد الشديدة الآن, دون الصفر أربع درجات, إذا الإنسان بالتعبير العامي:
عظامه باردة, عظامه من الداخل, ودخل إلى غرفة دافئة, بماذا يشعر؟ دافئة
جداً, إذا كان في درجة العطش الشديد الذي لا يحتمل بأيام الصيف, يوم كان
رمضان في الصيف, وانطلقت مدافع الإفطار, وشرب كأس ماء بارد, بماذا يشعر؟
إذا
الإنسان في حالة حرب لا يحتمل, دخل لغرفة مكيفة, بحالة جوع لا يحتمل, جلس
إلى طعام نفيس؛ الطعام النفيس, والجو البارد في أيام الصيف, والجو الدافىء
في أيام الشتاء, والماء الزلال عند العطش, هذه أمثلة, كيف أن الجسم يراها
شيئاً لا يقدر بثمن؟
حسناً:
الجسد يحتاج إلى الدفء في الشتاء, وإلى البرد في الصيف, والجسد يحتاج إلى
الماء عند العطش, وإلى الطعام عند الجوع, هذه النفس التي هي ذات الإنسان ما
غذاؤها؟ رحمة الله؛ تسميه سفينة سميه, تسميه تجلي سميه, تسميه طمأنينة
سميه, لكن لا أملك إلا هذه الأمثلة فقط, المؤمن في رحمة الله:

﴿وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ﴾

-خلقت من أجل رحمة الله-:

﴿ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾

[سورة آل عمران الآية:107]

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾

[سورة هود الآية:119]

مثل
ما الغذاء للجسم أساسي, والجو الدافىء بالشتاء أساسي, والجو البارد بالصيف
أساسي, وكأس الماء البارد الفرات العذب الزلال أساسي, كذلك رحمة الله
للمؤمن هي الغذاء, فلذلك المؤمن: إذا وجدته متمسكاً بدينه, حريصاً على
مجالس العلم, حريصاً على الصلوات في المساجد, حريصاً على هذه العبادات؛ على
الصوم, والصلاة, والحج, والزكاة, لأنه من خلال هذه العبادات تأتيه رحمة
الله, رحمة الله تجلٍّ إلهي يُلقى في قلب المؤمن, يملؤه سكينة, يملؤه
طمأنينة, يملؤه سعادة.
الآن
في مفارقات: ممكن إنسان لا يملك من الدنيا شيئاً, لكن قلبه ممتلىء برحمة
الله, بميزان السعادة الحقيقي, هذا الإنسان أسعد مليار مرة من إنسان جاءته
الدنيا كلها, لكن حجبت عنه رحمة الله.
يعني:
إنسان فقير, جائع, مريض, لكن قلبه مهبط لرحمة الله, هذا أسعد من إنسان
يملك ألوف الملايين, يسكن أفخر البيوت, يركب أحدث المركبات, لكن الله
سبحانه وتعالى حجب عنه رحمته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة الاحلام
مراقبة عامة
مراقبة عامة
اميرة الاحلام

عدد المساهمات : 5614
نقاط : 11308
تاريخ التسجيل : 15/02/2012
الموقع : On the edge of the world

آية وتفسير  Empty
مُساهمةموضوع: رد: آية وتفسير    آية وتفسير  Icon_minitime1الأربعاء يوليو 11, 2012 6:40 am

﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ﴾

-أنتم ماديون, تقيسون الإنسان بدخله, بأكله, ببيته, بزوجته, بأولاده, بمنصبه, بمتاعه.
سيدنا علي قال هذا الشيء, قال:

((في آخر الزمان, قيمة الرجل متاعه فقط))

تسمد
مكانتك من نوع الثياب, يقول لك: هذه أجنبية (يقول لك), إذا كان أنت سكت
ينبهك, هذه أجنبية ليست وطنية, لأنه لا يوجد عنده شيء ثان, مكانته كلها من
ثيابه, من بيته, من أثاث بيته, من مركبته, أما المؤمن حجمه عند الله بحجم
عمله الصالح, وحجم عمله الصالح يتناسب مع رحمة الله في خلقه
-:

﴿
قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي
وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ ﴾


-أنتم
لا ترون شيء, المؤمن عنده يقين: أن هؤلاء الذين حوله من أهل الدنيا,
الغارقون في متعها الرخيصة, المنهمكون في جمع درهمها ودينارها, صغار في
نظره (صغار
).
يعني:
إنسان ذهب إلى مكان, وبإمكانه أن يجمع اللؤلؤ والألماس, فجمع الحصى, جمع
الحصى والصدف, ولم يجمع اللؤلؤ والألماس, الألماس ثمنها نصف مليون, وكوم
حصى بعشر ليرات, سيارة رمل بكاملها, يقول لك: ثمنها ألف ليرة كل السيارة,
وحدة من حجم البحصات بالألماس, ثمنها ملايين (ثمنها
)-:

﴿
قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي
وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ
أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ﴾


[سورة هود الآية:28]

أنت مخير في الدنيا, هذا خيار هذا, المؤمن اختار طاعة الله, اختار رحمة الله, لذلك: انظر الآية ما أجملها:

﴿ وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾

[سورة الزخرف الآية:32]

يقول لك: معمل مكلف أربعمئة مليون, كل طالع شمس مليون ربحه:

﴿ وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾

[سورة الزخرف الآية:32]

عنده ألف دونم, تضاعف سعرها مئة ضعف:

﴿ وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾

[سورة الزخرف الآية:32]

أهل
الدنيا متعلقون بدنياهم, لذلك: إذا الإنسان الله عز وجل تجلى على قلبه,
ورحمه, وأطلعه على سر ملكه, ومنحه طمأنينة, وسكينة, وسعادة, هذا هو الإنسان
الفائز, وهذا هو الرابح, وهذا هو السعيد, علامة الإخلاص
:

﴿وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ﴾

-إذا الإنسان طلب الدنيا من خلال الدين, يُشك في إخلاصه, إذا طلب الدنيا, هذا الدين:

((إن هذا الدين قد ارتضيته لنفسي -كما ورد بالأثر القدسي-, ولا يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق, فأكرموه بهما ما صحبتموه))

الدين لله, يجب أن تبقى في العلياء, يجب أن يبقى صافياً, منزهاً عن كل قصد, وأقول لكم دائماً قول الإمام الشافعي:

((لأن ارتزق بالرقص, أهون من أن أرتزق بالدين))

الدين
دعه في عليائه, دعه مبدأ سامياً, دعه سلوكاً نظيفاً, دعه علاقة مع الله
خالصة, لا تجعله في الوحل, لا تجعله من أجل الدنيا, لا تجعله من أجل عرض
قريب
-:

﴿ وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا﴾

-الداعية
الصادق, المؤمنون ولو كانوا فقراء, ولو كانوا من أطراف البلاد, هؤلاء لهم
شأن عند الله عز وجل, لذلك الإنسان: لما ينظر لإنسان نظرة أساسها مادي؛ أن
هذا غني, هذا فقير, هذا مثقف, هذا غير مثقف, هذا من لب البلد, هذا بعيد عن
البلد, هذه نظرة جاهلية, هذه نظرة عنصرية, ولا يمكن لإنسان يعرف الله عز
وجل, أن يميز بين الناس, كلهم عباد الله
-:

﴿ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ ﴾

-أنتم
قلتم عنهم: هؤلاء أراذل فقراء, هؤلاء لا أحد يعرفهم, دائماً: الإنسان
المنافق يتعلق بالوجهاء, يعني إذا دعي لخمسين دعوة من أناس عاديين, لا
يلبي, يقول لك: والله ما عندي وقت, أما إنسان ومن وجهاء القوم من الأغنياء,
إذا دعاه يلبي سريعاً, أما المؤمن يلبي دعوة المؤمن ولو كان فقيراً
.
النبي الكريم قال:

((لو دعيت إلى كراعٍ مؤدم –بالغنيم خارج المدينة- لأجبت))

في أشخاص لا يلبون إلا دعوة الكبراء, والأغنياء, والوجهاء, والأقوياء, أما الفقراء المؤمنون خارج حساباتهم. موقف سيدنا نوح-:

﴿ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ ﴾

[سورة هود الآية:29]

﴿ وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾

[سورة هود الآية:30]

بعد ذلك شيء آخر: كلما تعمقت معرفتك بالله, تتعمق عبوديتك له
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غربة مشاعر~
سوبر ستار
سوبر ستار
غربة مشاعر~

عدد المساهمات : 4209
نقاط : 9514
تاريخ التسجيل : 21/02/2012
العمر : 30
الموقع : في قلب رَجلي

آية وتفسير  Empty
مُساهمةموضوع: رد: آية وتفسير    آية وتفسير  Icon_minitime1الأربعاء يوليو 11, 2012 10:32 pm

قال الله تعالى :

اللهُ لآ إِلهَ إلاَّ هو الحيُّ القيُّوم لا تَأْخُذُهُ سِنَةُُ ولا نَوْمُُ لَهُ ما في السمواتِ وما في الأرض مَنْ
ذا الذي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أيديهِم وما خلفَهُم ولا يحيطونَ بشيءٍ من عِلْمِهِ إلا
بما شآءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَواتِ والأرضِ ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا وهو العليُّ العظيم .

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأكرمين ،... فقد ورد
في صحيح البخاري من حديث أبي كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في آية الكرسيِّ
أنه سيدة آيي القرآن . هذه الآية الجليلة العظيمة النفع المسماة آية الكرسيِّ قال عنها رسول الله
صلى الله عليه وسلم سيدة آيي القرآن أي أفضل آية في القرآن لِما احتوت عليه من المعاني التي
منها توحيد الله تعالى ولِما فيها من اثبات علم الله تعالى المحيط وأنَّ أحداً سوى الله ليس علمه
محيطاً بكل شيءٍ وأنَّ الله تعالى هوالقائم بتدبير أمور الخلق . وفي هذه الآية أن الله تبارك وتعالى
لا يعتريه عجزُُ ولا سِنَةُُ ولا نوم .

الله لآ إِلَهَ إلاَّ هُوالحيُّ القيُّوم

وفي هذه الآية وصْف الله تعالى بأنه لا إله سواه أي لا أحد يستحق أن يُعبد إلا الله وأنه حيُُّ أي
ذوحياة أزلية أبدية ليست كحياة غيره بل حياة غيره بالروح والدم واللحم ، وفي هذه الآية إثبات
أن الله مستغنٍ عن كل شيءٍ واحتياج كل شيءٍ إليه ، وكذلك في هذه الآية إثبات أن الله موجو
د بلا بداية ، فالموجود بلا بداية لا يحتاج إلى غيره لأن وجوده بذاته ، أما ما سوى الله فوجوده
بغيره ، وما سوى الله حادث ، لأنه لم يوجد إلا بإيجاد الله وكل موجودٍ حادث إلاّ الله تعالى فإنه
أزلي فهوالموجود بذاته ، الله تعالى أوجد الأشياء ، أبرزها من العدم إلى الوجود .

العوالم العلوية والسفلية بما فيها من ذوي الأرواح كالملائكة والإنس والجن لا تستغني عن الله لحظة
، فلا موجود بذاته إلا الله ، ولا يقال لا موجود إلا الله لأن هذا القول فاسد إنما الكلمة الصحيحة
هي لا موجود بذاته إلا الله .

الحيُّ : الله تعالى وصف نفسه بهذه الآية الكريمة بأنه حيُُّ ، ومعنى الحيّ إذا أُطلق على الله الذي
له حياة ليست كحياة غيره بل أزلية أبدية ، أما حياة غيره فإنها بالروح ، هذا بالنسبة للإنس والجن
والملائكة وغيرهم .

الله موصوفُُ بحياة أزلية أبدية إنما هي حياة يعلمها الله تبارك وتعالى ، نحن ليس علينا أن نعرف
حقيقة حياة الله تعالى ، إنما علينا أن نعلم أن لله حياة لا تشبه حياة غيره ، الله تبارك وتعالى حي
أي ذوحياة ليست كحياة غيره فنقول عن الله تعالى حي لا كالأحياء . الإنسان قبل أن يُنفخ فيه
الروح في رَحِمِ أمه ، الجنين في بطن الأم لا يكون حياً حتى يُنفخ فيه الروح ، أي أن مَلَكَ الرحِمِ
يأخذ الروح التي جعلها الله لهذا الجنين ، يأخذه بأمر الله تعالى ويضعه في الجنين في رحِمِ أمه ،
هذه حياة الإنسان ،فحياة الإنسان بالروح ، والجنين حادث وإن كانت الروح خُلقت قبل الجسد بزمان
طويل ولكنها حياة حادثة ، لأن الروح كانت معدومة ثم خلقها الله فصارت موجودة . إنتهى .

القيُّوم : الله تبارك وتعالى وصف نفسه أيضا في هذه الآية القيوم أي المدبر لجميع الأشياء ، الله
تبارك وتعالى هومُدبِّر كلَّ الأشياء ، وليس معنى القيوم كما يقول البعض الداخل والحالُّ فينا ،
فهؤلاء جعلوا الله حالاًّ في أجسادنا ، فعلى قولهم داخلُُ في كل فرد من أفراد الإنسان وهذا كفر
. الإسماعلية طائفة نُسبت إلى إسماعيل بن جعفر تعتقد أن الله حال في إسماعيل ، تعالى الله
عن قول الكافرين هؤلاء وإن ادَّعَوْا الصوفية فهؤلاء كافرين لأن الإسلام توحيد الله تعالى أي
إثبات وجود الله مع إعتقاد بأن الله واحد لا شبيه له ، مع الإعتقاد أنه لا يمَسُّ شيئا ولا يحلُّ بشيءٍ
ولا شيءُُ يحلُّ به ، هذا هوالتوحيد .

أما الملائكة فهم يحِلُّون في جسم الإنسان ، ملائكة الرحمن الموكَّلون في تصوير الرحم يدخل إلى
رحم المرأة من غير أن تشعر ( يدخل من البطن)، الملاك يدخل ويخرج لوظيفته ، ووظيفته تصوير
الجنين على حسب ما يتلقى الأمر من الله تبارك وتعالى ، فالله جل وعلا أن يكون كهذه الأشياء
، فالله لا يجوز عليه أن يحُل في جسد الإنسان ، والويل لمن يقرأ هذه الآية قوله تعالى الحي القيوم
ويعتقد هذا الإعتقاد الفاسد في حق الله تعالى .

لا تَأْخُذُهُ سِنَةُُ ولا نَوْم

قال الله تبارك وتعالى لا تَأْخُذُهُ سِنَةُُ أي لا يصيبه نعاس ولا نَوْمُُ منزَّه عن النعاس والنوم ، فالله تعالى
منزه عن التطور والإنفعالات وهوخلق فينا الإنفعالات والتطورات لأن خالق الشيء لا يكون موصوفا
بما خَلَقَ ، الذي خلق النوم والنعاس والتطور والإنفعالات لا يكون مثل هذه الصفات ، نحن رضانا وحبنا
وكراهيتنا إنفعال نفسي ، فأما الله تعالى فلا يجوز أن تكون محبته للمؤمنين إنفعال نفسي ، يُفهم من
هذه الكلمة لا تَأْخُذُهُ سِنَةُُ ولا نومُُ أي تنزيه الله عن أن يصيبه تطور وإنفعالات ، فكما ننفي عن
الله النوم والنعاس يجب أن ننفي عنه سائر التطورات والإنفعالات . فلا يجوز الإعتقاد أن محبة الله
للمؤمنين وكراهيته للكفار إنفعالات .

لَهُ مَا في السَّمواتِ وما في الأرضِ

قال الله تعالى: له ما في السموات وما في الأرض أي أنه مالك ما في السموات وما في الأرض
، أي من ذوي العقول كالملائكة والإنس والجن وغير ذوي العقول كالبهائم وغيرها، الله تعالى مالك
كلِّ ذلك .

مَن ذا الذي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بِإذنِه

معنى هذه الكلمة أن لا أحداً يشفع عند الله إلا بإذن الله ، فيوم القيامة يشفع الملائكة لعصاة المسلمين
. الملائكة بما أنهم أطهار ليس عليهم ذنوب ، مطيعون لربهم لا يعصون الله ، يُشَفِّعُهُمُ الله تعالى
في عصاة المسلمين ، بعض عصاة المسلمين الذين ماتوا قبل التوبة يشفِّع الله تعالى فيهم الملائكة
وبعضهم يشفِّع فيهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،. محمد وأولياء أمته والشهداء يَشْفَعون ،
أما سائر الأنبياء فإنما يشفعون لعصاة المسلمين من أمَمِهم ، المسيح يشفع في عصاة المسلمين من
أمته من أهل الكبائر لكنه لا يشفع إلا بإذن الله ، كذلك موسى يشفع في عصاة أمته ، أما الكفار
فلا يشفع فيهم أحد من أنبياء الله لا المسيح ولا محمد . الله لا يأذن لا للأنبياء أن يشفعوا للكفار
كذلك الرسول لا يشفع لمن مات على الكفر ، وكذلك المسيح وموسى لا يشفع لهؤلاء اليهود الذين
كذَّبوا المسيح ومحمد قال الله تعالى لا يشفعونَ إلاَّ لِمَنِ ارتضى أي إلاَّ لمن مات على الإيمان .

أهل السموات الملائكةُ وأهل الأرض الأنبياءُ والأولياءُ والشهداءُ لا يشفعون يوم القيامة إلا لعصاة
المسلمين ، لا يشفعون لمن عبد غير الله ، فمن ظن أن نبيا من أنبياء الله يشفع لبعض الكفار
كَفَرَ لأنه كذَّب القرآن .

يعلم ما بين أيديهِم وما خلفهُم ولا يحيطون بشيءٍ من علمِه إلاَّ بما شآء

هذه الآية تخبرنا بأن أهل السموات والأرض وغيرهم حتى أولياء الجن لا يحيطون بشيء من علم
الله من معلومات الله إلا بالقدْر الذي علمهم الله ، القدْر الذي شاء الله أن يعلمونه، كذلك الملائكة لا
يعلمون إلا ما علمهم الله وكذلك الأولياء ، الله تعالى هوالذي أحاط بكل شيء علما ، سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم ذاتِ يوم ضاعت ناقةً له ، فقال بعض الكفار مستهزئاً بالرسول أن محمداً
يزعم أنه يؤتيه خبر السماء وهولا يدري أين ناقته التي ضاعت ، ثم قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : أني لا أعلم إلا ما علمني ربي وإنها بمكان كذا ، فذهبوا فوجدوها في المكان الذي
اخبر رسول الله . الأنبياء لا يعلمون إلا ما علمهم الله فكيف الجن الذي ليس فيهم نبي ولكن فيهم
أولياء ، وإنما الجن يأخذون أمور الدين من أنبياء البشر .

وَسِعَ كُرْسِيُّه السمواتِ والأرضِ

قال الله تبارك وتعالى: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السمواتِ والأرضِ

الكرسيُّ هوجِرم كبير عظيم خلقه الله تعالى . جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
: السموات السبع في جَنْبِ الكرسيِّ كحلقةٍ ملقاةٍ في فلاةٍ من الأرض .

الفلاة هي الأرض البريّة ، ومعنى قول الرسول عليه الصلاة والسلام أن السموات السبع التي
كل واحدة منها أعظم من أرضنا هذه ، كل السموات السبع بالنسبة للكرسيِّ كحلقة ملقاة في فلاة
من الأرض ، هذا الكرسيِّ الذي يقول الله عنه وسع كرسيه السموات والأرض أي أن ذلك الكرسيِّ
وإن كان صغيرا بالنسبة للعرش يسع السموات والأرض . وقد جاء في حديث روي عن أبي ذر
الغفاري أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما السموات السبع في جَنْب الكرسيِّ إلا
كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض وفضل العرش على الكرسيِّ كفضل الفلاة على الحلقة .

وهذا العرش الكريم يكون بالنسبة إلى الكرسيِّ زائداً في إتساع المساحة لعُظْمِ جِرمه كما تكون
الحلقة في الفلاة ، وهذا معنى قوله تعال: وسع كرسيه السموات والأرض .

ولا يُؤُدُهُ حِفْظُهُمَا

قال الله تعالى: ولا يؤده حفظهما أي كل شيء خلقه الله تعالى ، وكلها هينة على الله ،
كما أن خَلْقَ الذرّة هينة على الله كذلك السموات والأرض والعرش ، لا يصعب شيء على
الله ولا يصيبه تعب . فالله تعالى خلق السموات والأرض بقدرته، فالله ليس كمثله شيء
فهويفعل ما يريد أي أنه تعالى يخلق ما يشاء بلا تعب ولا مشقة تلحقه ، لذلك ربنا تبارك
وتعالى كذَّب اليهود لما قالوا إن الله تعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم تعب .
قالوا انتهى من خلق السموات والأرض يوم الجمعة فأصابه تعب فاستلقى ليستريح ، الله تعال
ى كذبهم قال الله تعالى: وما مَسَّنا من لُغوبٍ أي لا يصعب على الله تعالى حفظه للسموات
والأرض ، لا يصعب على الله شيء .

وهوالعلي العظيم

العلي إذا أطلق على الله معناه علوالقدر والدرجة ، ليس معناه أنه متحيز في الجهة العليا من العالم
، فالله تعالى منزه عنه ، لأن هذا علوالمكان من صفات المخلوقين . الملائكة الحافّون بالعرش
مقامهم حول العرش ، فلا يوجد موضع أربع أصابع في السموات السبع إلا وفيه ملك قائم أوراكع
أوساجد ، هذه السموات مع اتساع مساحتها فهي ليست فراغا بل مشحونة بالملائكة ، منهم قيام
ومنهم ركوع ومنهم سجود ، هذه السموات السبع التي هي مشحونة بهؤلاء الملائكة الكثيرين لا
تُتعِب الله بحِفظها ، فهذا العلي أي علوالقدْر فالله تعالى علي أي أقدر من كل قادر، القوي بمعنى
القادر باللغة الأصلية ، الله تعالى يسمى قادرا ويسمى قويا ويسمى ذا القوة ويسمى ذا القدرة .

قال الله تعالى : إن الله هوالرزَّاق ذو القوة المتين

و أما فضائل آية الكرسي فكثيرة منها أن الذي يقرأها قراءة صحيحة مضمون له أن يُحرس من
الشياطين ، من قرأها في ليل فإنه محروس منهم إلى الصباح ، من قرأها كل مساء فهو محروس
من الشياطين .

لكن هذا السر لا يكون مضمونا إلا كما أنزلها الله من غير أن يغير بحروفها أويبدل حروفها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة الاحلام
مراقبة عامة
مراقبة عامة
اميرة الاحلام

عدد المساهمات : 5614
نقاط : 11308
تاريخ التسجيل : 15/02/2012
الموقع : On the edge of the world

آية وتفسير  Empty
مُساهمةموضوع: رد: آية وتفسير    آية وتفسير  Icon_minitime1الخميس يوليو 12, 2012 9:08 am


قال الله تعالى:
{ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم
تتقون * أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى
الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم
إن كنتم تعلمون}.


قوله تعالى: { فمن كان منكم مريضا} للمريض
أحوال:
الحالة الأولى:
أن لا يستطيع الصوم، فهذا يجب عليه الفطر.
الحالة الثانية:
أن يستطيع لكن بمشقة، فهذا يستحب له الفطر.
الحالة الثالثة:
أن يكون مريضا، ويصدق عليه اسم
المريض، لكن لا يشق عليه الصوم، فهذا له الرخصة في الفطر للإذن بالفطر
بالمرض، ولم يفرق الشرع بين مرض ومرض، كما لم يفرق بين سفر وسفر، وعلى ذلك
فكل ما صح أن يطلق عليه مرض فيجوز الفطر لأجله، وهذا هو مذهب عطاء ومحمد بن
سيرين والبخاري وإليه مال القرطبي صاحب التفسير.

وقوله تعالى: { أو على سفر}..
ليس للسفر مسافة محددة، وأقل ما ورد
في الأثر تسميته سفرا بريد عند مسلم، والراجح أن السفر إنما يكون سفرا يصح به
قصر الصلاة والفطر في رمضان بثلاثة أمور:
الأول:
النية، فمن خرج عن المدينة وسار لا يقصد سفرا فليس بمسافر حتى ولو قطع مئات
الأميال.
الثاني:
أن يخرج عن البنيان حتى يباعدها.
الثالث:
أن يعد خروجه عن المدينة في عرف الناس سفرا، فالعرف هنا معتبر شرعا.
فإذا تحققت هذه الشروط فيجوز للمسافر أن يقصر الصلاة وأن يفطر رمضان.
لكن متى يفطر من أراد السفر؟.
اختلف العلماء في ذلك، فذهب أنس بن
مالك وأبو سعيد الخدري والحسن البصري إلى جواز الفطر قبل الخروج من المدينة،
ولو كان في البيت، ما دام قد عزم على السفر.
وذهب الإمام أحمد إلى تأخير الفطر حتى يبرز عن البيوت ويخرج عن المدينة، وذلك
أنه ربما يعرض له شيء يمنعه من السفر، فلو كان أفطر قبل أن يخرج لفسد صومه
ولزمه القضاء، ومذهب الإمام أحمد أسلم، وإن كان مذهب الصحابة أولى.
ولا يقال الصوم في السفر أفضل من الفطر أو العكس هكذا بإطلاق، بل فيه تفصيل،
فإن كان يشق عليه الصوم فالفطر أفضل، وإن كان لا يشق عليه فالصوم أفضل، ولا
ينكر على الصائم ولا على المفطر، قال أنس:
( سافرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر
ولا المفطر على الصائم) متفق عليه.

قوله تعالى: { فعدة من أيام أخر}..

أي من مرض أو سافر فأفطر فعليه القضاء
أياما أخر تعدل ما فطر، وهو مخير في وقت قضائها، فلا يجب متتابعا ولا في زمن
معين، بل هو واجب موسع على التخيير يجوز مفرقا، قال ابن عباس لمن سأله عن
قضاء رمضان:
"صمه كيف شئت".
والقرآن لم يحدد القضاء بزمن ولا أمر بتتابع القضاء، قالت عائشة:
"يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان الشغل من رسول
الله صلى الله عليه وسلم " متفق عليه.
فإن أدركه رمضان الآخر ولم يقض رمضان الأول فلا يخلو إما أن يكون صحيحا أو
مريضا:
فإن كان صحيحا فعليه القضاء والإطعام عن كل يوم مسكينا..
وإن كان مريضا فليس عليه إلا الإطعام كما قضى بذلك الصحابة..
روى الدارقطني عن ابن عمر فيمن تمادى به المرض فلم يصح حتى جاء رمضان الآخر
أنه يطعم مكان كل يوم مسكينا مدا من حنطة ثم ليس عليه قضاء..
وروي عن أبي هريرة أنه قال:
" إذا لم يصح بين الرمضانين صام عن هذا وأطعم عن الثاني ولا قضاء عليه"إسناده
صحيح.
وجاء رجل إلى ابن عباس فقال: مرضت رمضانين؟، فقال له: استمر بك مرضك أو صححت
بينهما؟، فقال: بل صححت، قال: صم رمضانين، وأطعم ستين مسكينا..
وهذا يدل على أنه لو تمادى به المرض لا قضاء عليه، وهذا مذهبه في الحامل
والمرضع أنهما يطعمان ولا قضاء عليهما..
وذهب بعض أهل العلم إلى أن المريض إذا لم يقض حتى أدركه رمضان الآخر أن عليه
القضاء.
والجمهور على أن:
من أفطر في رمضان لعلة فمات من علته
ذلك، أو سافر فمات في سفره ذلك أنه لا شيء عليه..
وأما إن مات وعليه صوم رمضان لم يقضه، فالمختار من الأقوال في القضاء عن
الميت أنه لا يقضى عنه إلا النذر في الصوم، لأن الأحاديث المبيحة للنيابة في
الصوم مفسرة بما كان نذرا..
وأما الفرض فلا يصوم أحد عن أحد، لأنها فريضة، والعبد إذا فعل ما بوسعه فلم
يتمكن من الإتمام أو القيام بالصوم لعلة فمات فلا يؤاخذ بذلك، ولا يلزم وليه
بالقيام عنه بالعبادة، لأنه لم يكن مفرطا، وهذا بخلاف الناذر، فإن الله تعالى
لم يفرض عليه نذرا، لكنه هو الذي أوجب على نفسه فوجب عليه القضاء حيا بنفسه
أو ميتا بوليه، يدل على ذلك تشبيه قضاء النذر بقضاء الدين، كما في حديث ابن
عباس:
جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! إن أمي قد
ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها؟، قال:
(أرأيت لو كان على أمك دين فقضيتيه أكان يؤدي ذلك عنها؟، قالت: نعم، فصومي عن
أمك)رواه مسلم
فالدين ليس فريضة لكن العبد هو الذي يلزم نفسه به إذا استدان من أحد، فيجب
عليه القضاء، ويبقى دينا في عنقه حتى بعد مماته، ولذا كان لوليه أن يقضي عنه
إحسانا إليه، لأن الميت مؤاخذ به، وكذا النذر، فالناذر مؤاخذ به لأنه ألزم
نفسه به، وهذا بخلاف صيام الفرض إذا مات الإنسان وعليه أيام لم يقضها وهو غير
مفرط، وتخصيص قضاء الصوم بصيام النذر قول أحمد وإسحاق وأبي ثور والليث وأبي
عبيد.

قوله: { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام
مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون}.
ينحصر الكلام هنا في عود الضمير في
{يطيقونه}:
إما أن يعود إلى الصيام، وإما أن يعود إلى الفدية..
فإن عاد على الصيام فالمعنى:
وعلى الذين يطيقون الصيام إذا أفطروا أن يطعموا.. فيكون في الآية حذف، ويفهم
من ذلك أن من لا يطيق الصوم إذا أفطر أنه لا إطعام عليه..
وأما إن عاد على الفدية فالمعنى:
من كان يطيق الفدية فله ترك الصوم
والتعوض بالفدية، وهكذا كان الأمر في أول ما شرع الصوم، كان على التخيير، من
أراد صام، ومن أراد أطعم، ثم رغب في الصوم بقوله: { وأن تصوموا خير لكم}، ثم
نسخ الحكم بقوله: { فمن شهد منكم الشهر فليصمه}، فزالت هذه الرخصة إلا عن
العجزة كالشيخ الكبير والمرأة الكبيرة والحامل والمرضع إذا خافتا على
أولادهما أن يفطرا ويطعما، هكذا قال ابن عباس، وفسر قوله: { يطيقونه}،
بيطوقونه، أي يتكلفونه بمشقة، فإن صاموا أجزأهم، وإن افتدوا فلهم ذلك، وذهب
غيره من العلماء إلى أن المرضع والحامل إذا خافتا على أولادهما أن يفطرا
ويطعما ويقضيا..
ومقدار الإطعام نصف صاع من قوت البلد، عن كل يوم مسكينا.

يقول الله تعالى:
{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن
شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله
بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم
ولعلكم تشكرون}.

قوله: { فمن شهد منكم الشهر فليصمه}..

أي من شهد رمضان عاقلا بالغا صحيحا
مقيما فليصمه، فإن أسلم الكافر أو بلغ الصبي قبل الفجر لزمهما الصوم، وإن كان
بعد الفجر استحب لهما الامساك ذلك اليوم، وليس عليهما قضاء الماضي من الشهر
ولا اليوم الذي بلغ فيه الصبي أو أسلم الكافر.
ذهب مطرف بن عبد الله وابن قتيبة إلى جواز التعويل على الحساب في صوم رمضان،
وذهب الجمهور إلى منع ذلك، واستدلوا بحديث: ( صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته)،
فعلق الصوم بالرؤية لا بالحساب، وقد كان الحساب موجودا في ذلك العهد، فإهماله
وعدم الاعتداد به يدل على عدم مشروعية الاعتماد عليه، وقد روى نافع عن مالك
في الإمام الذي لا يصوم لرؤية الهلال ولا يفطر لرؤيته، وإنما يصوم ويفطر
بالحساب: أنه لا يقتدى به ولا يتبع، قال ابن العربي:
" وقد زل بعض أصحابنا فحكى عن الشافعي أنه قال: يعول على الحساب، وهي عثرة
"لا لعاً لها".
والبلدان تتباعد وتتقارب، والمطالع تختلف تبعا لذلك، فإن تقاربت البلدان
فيجوز لأهل بلد أن يأخذوا برؤية أهل البلدان القريبة، وإن تباعدت فلكل أهل
بلد رؤيتهم، روي ذلك عن ابن عباس وعكرمة والقاسم وسالم وإسحاق وإليه أشار
البخاري حيث بوب: " لأهل كل بلد رؤيتهم"، وحكى ابن عبد البر الإجماع على ذلك،
إلا في حالة ما إذا كان الإمام لكل تلك البلدان واحد، كما كان في عهد الخلافة
الأموية والعباسية والعثمانية البلاد ممتدة شرقا وغربا والبلدان متباعدة،
فأمرهم أن يأخذوا برؤية أهل بلد واحد فلا تجوز مخالفته.

قوله:
{ أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله
أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب
الله لكم، وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من
الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك
الحدود فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون}.

قوله: { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}..

كان محرما عليهم الجماع والطعام لمن نام قبل أن يأكل في ليله حتى مغرب اليوم
التالي قال البراء:
" كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام
قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي، وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان
صائما، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها: أعندك طعام؟، قالت: لا، ولكن
أنطلق فاطلب لك، وكان يومه يعمل، فغلبته عيناه، فجاءته امرأته فلما رأته
قالت: خيبة لك، فلما انتصف النهار غشي عليه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه
وسلم فنزلت هذه الآية" رواه البخاري..
ونزلت: { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
ثم أتموا الصيام إلى الليل}، والتبين هنا معناه التوثق والتأكد، وعلى ذلك
فيجوز للإنسان أن يأكل ما دام يظن الليل باقيا، حتى إذا تيقن بزوغ الفجر حرم
عليه..
وهناك مذهب ثان في المسألة أن الإمساك لا يجب إلا إذا انتشر الفجر في الطرقات
والبيوت، روي ذلك عن أبي بكر وعمر وابن عباس وحذيفة وطلق بن علي وعطاء
والأعمش أن الإمساك يجب بتبين الفجر في الطرق وعلى رؤوس الجبال..
ولعل مما يضعف هذا القول أن تبييت النية بالصيام إنما يكون قبل الفجر، ولو
كان الإمساك لا يجب إلا بعد انتشار الفجر لكان القول بجواز عقد النية بالصوم
بعد طلوع الفجر حريا بالقبول، ولا قائل به، والذي يبدو أن الصحابة قصدوا
التيقن كذلك، ورأوا أدل دليل على طلوع الفجر وثبوته انتشار ضوئه، ومن ثم
حكموا بأنه وقت الإمساك، وإلا لو تيقن الإنسان بطلوع الفجر ولو لم ير انتشاره
كمثل أن يخبره صادق بذلك أو يكون في البر فيرى بياض الليل فيجب عليه الإمساك
للآية:
{ وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}.
ويجب على الصائم أن يجتنب في صومه الطعام والشراب والجماع، فهذه مفطرات، وكل
له حكمه، أما مقدمات الجماع كالقبلة والمباشرة واللمس فليس فيها بأس لمن أمن
على نفسه، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم كما روى البخاري
عن عائشة، لكن إن قبل أو لمس أو نظر فأمنى فعليه القضاء، وإن أمذى ففيه خلاف،
فابن عبد البر لا يرى عليه شيء، وأحمد يرى عليه القضاء، وإن جامع فعليه عتق
رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فيطعم ستين مسكينا..
ونهاية الصوم يكون اغروب الشمس، ولا يجوز تأخير الفطر إلى ما بعد الغروب فإن
من فعل ذلك شابه اليهود، قال عليه الصلاة والسلام:
(لاتزال أمتي بخير ما لم تنتظر بفطرها النجوم).
فهذه جملة من أحكام الصوم والله أعلم وصلى الله عليه نبينا محمد..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الطفولة
خطنطري نشيط
خطنطري نشيط
رحيق الطفولة

عدد المساهمات : 110
نقاط : 4606
تاريخ التسجيل : 29/06/2012
العمر : 24

آية وتفسير  Empty
مُساهمةموضوع: رد: آية وتفسير    آية وتفسير  Icon_minitime1الجمعة يوليو 13, 2012 2:10 pm

جزاك الله كل خير

دمت بألف خير

تحياتي لالك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة الاحلام
مراقبة عامة
مراقبة عامة
اميرة الاحلام

عدد المساهمات : 5614
نقاط : 11308
تاريخ التسجيل : 15/02/2012
الموقع : On the edge of the world

آية وتفسير  Empty
مُساهمةموضوع: رد: آية وتفسير    آية وتفسير  Icon_minitime1الأحد يوليو 22, 2012 9:36 am

تفسير آية الكرسي


الحمد لله و
الصلاة و السلام على رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" من
قرأ حرفاً من كتاب الله فله ‏حسنة و الحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف و
لكن ألفٌ حرف و لامٌ حرف و ميمٌ حرف " رواه الترمذي و ‏قال حديثٌ حسنٌ
صحيح.


و في صحيح البخاري من حديث أُبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال ‏في ءاية الكرسي "إنها سيدة ءاي القرءان"، و ذلك لما احتوت عليه من
المعاني العظيمة التي فيها توحيد الله تبارك و ‏تعالى و إثبات علم الله
المحيط بكل شىء و أنه لا أحد سواه يحيط بكل شىءٍ علماً و إثبات أن الله
تعالى لا يعتريه عجز ‏و لا سِنة أي نعاس و لا نوم.



و قد سئل بعض العارفين عن الخالق فقال للسائل: إن سألت عن ذاته فليس كمثله
‏شىء و إن سألت عن صفاته فهو أحد صمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً
أحد و إن سألت عن إسمه فهو الله ‏الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة
هو الرحمن الرحيم و إن سألت عن فعله فكل يومٍ هو في شأن أي أن الله ‏يغير
أحوال العباد بمشيئته الأزلية التي لا تتغير.



فما هي هذه المعاني العظيمة التي تحويها ءاية الكرسي { اللّهُ لاَ إِلَـهَ
إِلاَّ ‏هُوَ } أي أنه لا شىء يستحق العبادة سوى الله و العبادة هنا هي
نهاية التذلل لله أو بعبارة أخرى غاية الخشوع و ‏الخضوع لله تعالى يقول
ربنا تبارك و تعالى:{لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} و يقول أيضاً {
وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ ‏إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ
الرَّحِيمُ } و وجود العالم دليلٌ على وجود الله فإنك إذا تأملت هذا العالم
ببصرك لوجدته كالبيت ‏المبني المعد فيه جميع ما يُحتاج إليه فالسماء
مرفوعة كالسقف و الأرض مبسوطة كالبساط و النجوم منضوضةٌ ‏كالمصابيح و صنوف
الدواب مسخرةٌ للراكب مستعملةٌ في المرافق.



{ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } وصف الله نفسه بأنه حي و ‏حياة الله أزليةٌ لا
بداية لها و أبديةٌ لا نهاية لها ليست حياةً مركبةً من روحٍ و دمٍ و جسد
حياة الله ليست كحياة ‏المخلوقات، و وصف نفسه بأنه قيوم أي أنه مستغن عن كل
شىء و كل شىءٍ يحتاج إليه فالله لا ينتفع بطاعة ‏الطائعين و لا يتضرر
بمعصية العصاة و كفر الكافرين فمن أحسن فلنفسه و من أساء فعليها و لن يضر
الله شىء و ما ‏الله بظلامٍ للعبيد قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ
أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }
فهذه العوالم بما فيها من ‏ملائكةٍ و إنسٍ و جن لا تستغني عن الله طرفة
عين و ليس معنى القيوم كما يظن بعض الجاهلين أن الله قائمٌ فينا يحل ‏في
الأجساد تنزه الله عما يقول الكافرون.



{ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْم } أي لا يصيبه نعاسٌ و لا نوم لأنه
منزهٌ عن ‏التطور و التغير و الإنفعال فالذي يوصف بالنعاس و النوم يوصف
بالتعب و المرض و الموت و من كان كذلك لا ‏يكون خالقاً بل يكون مخلوقاً.



{ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ } أي أن الله مالك كل ما
في السماوات و ‏الأرض من ذوي العقول كالملائكة و الإنس و الجن و غير ذوي
العقول كالبهائم و الجمادات فالله سبحانه و تعالى ‏هو مالك الملك هو المالك
الحقيقي لكل هذا العالم و هو الحاكم المطلق و الآمر الناهي الذي لا ءامر
له و لا ناهي له.



‏‏{ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } أي لا أحد يشفع
عند الله إلا إذا أذن الله له فيوم القيامة الملائكة يشفعون ‏لبعض عصاة
المسلمين و كذلك يشفع الأنبياء و الشهداء و العلماء العاملون قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم :" ‏شفاعتي لإهل الكبائر من أمتي " رواه أبو داود و
غيره، أما الكفار فلا يشفع لهم أحد بدلالة قوله تعالى:{ وَلَا ‏يَشْفَعُونَ
إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} أي لا يشفع الشفعاء إلا لمن مات على الإيمان.



{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ ‏يُحِيطُونَ
بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء} أي أن أهل السماوات الملائكة و
أهل الأرض جميعهم من إنسٍ و من جنٍ لا ‏يحيطون بشىء ٍ من علم الله إلا بما
شاء أي إلا بالقدر الذي علمهم الله تعالى إياه قال تعالى:{ عَلَّمَ
الْإِنسَانَ مَا لَمْ ‏يَعْلَمْ}.



و معنى قوله تعالى { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ } الكرسي
هو جرمٌ عظيمٌ خلقه الله تعالى و هو تحت ‏العرش بمثابة ما يضع راكب السرير
قدمه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" ما السماوات السبع بجنب الكرسي
‏إلا كحلقةٍ في أرضٍ فلاة و فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة" و
الفلاة هي الأرض البرية أي ‏أن السماوات السبع بالنسبة إلى الكرسي كحلقة
ملقاة في أرض برية و الكرسي بالنسبة إلى العرش كحلقةٍ ملقاةٍ في ‏أرض برية.



{ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا} أي لا يُتعب الله حفظ السماوات و الأرض لأن
كل الأشياء هينةٌ على الله فكما ‏أن خلق الذرة هينٌ على الله فخلق
السماوات السبع و الكرسي و العرش هينٌ على الله لا يصعب على الله شىء و لا
‏يصيبه تعب و في ذلك تكذيبٌ لليهود الذين قالوا إن الله تعب بعد خلق
السماوات و الأرض فاستلقى ليستريح يوم ‏السبت و العياذ بالله تعالى فرد
الله عليهم في القرءان بقوله { وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ‏وَمَا مَسَّنَا مِن
لُّغُوبٍ} أي ما مسنا من تعب.



{ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم } أي أن الله عال القدر و ليس المقصود علو
‏المكان لأن الله تعالى منزهٌ عن الجهة و المكان بل المقصود أنه أعلى من كل
شىءٍ قدراً و أقوى من كل قوي و أقدر ‏من كل قادر.



ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في فضل ءاية الكرسي أنه قال يوماً
لأحد الصحابة:" يا أبا ‏المنذر أتدري أي ءاية من كتاب الله معك أعظم؟ قلت:
الله لا إله إلا هو الحي القيوم. فضرب رسول الله عليه و ‏سلم في صدره و
قال:" ليهنأك العلم أبا المنذر" و الحمد لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسيرة الصمت
خطنطري لامع
خطنطري لامع
أسيرة الصمت

عدد المساهمات : 434
نقاط : 4962
تاريخ التسجيل : 11/07/2012
العمر : 31
الموقع : في مدينه صمتي

آية وتفسير  Empty
مُساهمةموضوع: رد: آية وتفسير    آية وتفسير  Icon_minitime1الأحد يوليو 22, 2012 11:53 am

يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ

قال الله عز وجل :﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *
يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾(الرحمن: 19- 23) .

أولاً- هذه الآيات الكريمات من سورة ( الرحمن ) ، وفي تعلقها بما قبلها قال الرازي :« لما ذكر تعالى
المشرق والمغرب ، وهما حركتان في الفلك ، ناسب ذلك ذكر البحرين ؛ لأن الشمس والقمر يجريان في
الفلك ؛ كما يجري الإنسان في البحر . قال تعالى :﴿ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾(الأنبياء: 33) ، فذكر
البحرين عقيب المشرقين والمغربين ؛ ولأن المشرقين والمغربين فيهما إشارة إلى البحر لانحصار البَّر
والبحر بين المشرق والمغرب ؛ لكن البَّر كان مذكورًا بقوله تعالى :﴿ وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا ﴾(الرحمن: 10)
، فذكر ههنا ما لم يكن مذكورًا » .

وقال ابن عاشور في مقدمة تفسيره لهذه الآيات :« خبر آخر عن الرحمن ، قصد منه العبرة بخلق البحار
والأنهار ؛ وذلك خلق عجيب دال على عظمة قدرة الله وعلمه وحكمته . ومناسبة ذكره عقب ما قبله أنه
لما ذكر أنه سبحانه رب المشرقين ورب المغربين وكانت الأبحر والأنهار في جهات الأرض ، ناسب الانتقال
إلى الاعتبار بخلقهما والامتنان بما أودعهما من منافع الناس » .

ثانيًا- وقوله تعالى :﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ﴾ من المَرْجِ . والمَرْجُ - في لغة العرب - له معان كثيرة ؛ منها
: الإرْسالُ والخَلْطُ ، وبهما فُسِّرت الآية ؛ فقيل : مرج البحرين : خلطهما ، فالتقيا . وقيل : أرسلهما ، لا
يلتبس أحدهما بالآخر . وهذا أولى بالمقام ، وهو من قولهم : مرَج الدابة ، بفتح الراء ، وأمرجها : أرسلها
ترعى في المَرْج . أي : تركها تذهب حيث تشاء . والمَرْجُ : أرض واسعة فيها نبت كثير تُمرَجُ فيها الدواب
. أما الأول فهو المرَجُ ، بالتحريك ، مصدر قولك : مَرِجَ الخاتَمُ في إصبعي ، بالكسر . أي : قَلِقَ . ومَرِجَ
الدين والأمر : اختلط واضطرب . ومنه قولهم : الهَرْجُ والمَرْجُ . وسُكِّن لأجل الهَرْج ، ازدواجًا للكلام . وأمر
مَريجٌ . أي مختلط . وقوله تعالى :﴿ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ ﴾(الرحمن: 15) المارج : لهب النار
المختلط بسوادها . ومعنى الآية على الأول : أرسل البحرين ، لا يحبس ماءهما عن الجري برزخ . و﴿ يَلْتَقِيَانِ ﴾
: يتصلان ، بحيث يصب أحدهما في الآخر .

والمراد بالبرزخ الذي بينهما في قوله تعالى :﴿ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ﴾ : الحاجز الذي يفصل بين الماءين
: العذب والملح ، بحيث لا يُغيِّر أحد البحرين طعم الآخر بجواره ؛ وذلك بما في كل ماء منهما من خصائص
تدفع عنه اختلاط الآخر به . وهذا معنى :﴿ لَا يَبْغِيَانِ ﴾ . أي : لا يبغي أحدهما على الآخر . بمعنى : لا
يغلب أحدهما على الآخر ، فيفسد كل واحد منهما الآخر ، ويزيله عن صفته التي هي مقصودة منه ؛ فاستعير
لهذه الغلبة لفظ البغي الذي حقيقته الاعتداء والتظلم .

واللؤلؤ والمرجان في قوله تعالى :﴿ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ﴾ حيوانان بحريَّان : أما اللؤلؤ فيهبط إلى
الأعماق ، وهو داخل صدفة من المواد الجيرية ، تقيه من الأخطار . ويختلف هذا الحيوان عن الكائنات الحية
في تركيبه ورقة معيشته ؛ فإنه شبكة دقيقة كشبكة الصياد عجيبة النسج ، تكون كمصفاة تسمح بدخول الماء
والهواء والغذاء إلى جوفه ، وتحول بين الرمال والحصى وغيرها . وتحت الشبكة أفواه الحيوان ، ولكل فم أربع
شفاه . فإذا دخلت ذرة رمل أو قطعة حصى أو حيوان ضار عنوة إلى الصدفة ، سارع الحيوان إلى إفراز مادة
لزجة يغطيها بها ، ثم تتجمد مكونة لؤلؤة . وعلى حسب حجم تلك الذرة يختلف حجم اللؤلؤة .

وأما المرجان فيهبط إلى أعماق تتراوح بين خمسة أمتار وثلاثمائة متر ، ويثبت نفسه بطرفه الأسفل بصخرة أو
عشب . وفتحة فمه التي في أعلى جسمه محاطة بعدد من الزوائد تستعملها في غذائه . فإذا لمست فريسة هذه
الزوائد ، وكثيرًا ما تكون من الأحياء الدقيقة كبراغيث الماء ، أصيبت بالشلل في الحال ، والتصقت بها ، فتنكمش
الزوائد نحو الفم ، حيث تدخل الفريسة إلى الداخل بقناة ضيقة تشبه مريء الإنسان . ومن دلائل قدرة الخالق أن
حيوان المرجان يتكاثر بطريقة أخرى هي التذرُّر ، وتبقى الأزرار الناتجة متحدة مع الأفراد التي تذررت منها
، وهكذا تتكون شجرة المرجان التي تكون ذات ساق سميك ، تأخذ في الدقة نحو الفروع التي تبلغ غاية الدقة في
نهايتها ، ويبلغ طول الشجرة المرجانية ثلاثين سنتيمترًا . والجزر المرجانية الحية ذات ألوان مختلفة ، نراها في
البحار صفراء برتقالية ، أو حمراء قرنفلية ، أو زرقاء زمردية ، أو غبراء باهتة . والمرجان الأحمر هو المحور
الصلب المتبقي بعد فناء الأجزاء الحية من الحيوان .

ثالثًا- واختلفوا في المراد من :﴿ الْبَحْرَيْنِ ﴾ على أوجه ؛ أصحها وأظهرها : أنه البحر العذب ، والبحر الملح ،
بدليل قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وهذا مِلْحٌ أُجَاجٌ ﴾(فاطر: 12)
. والعرب تطلق عليهما معًا لفظ ( البحر ) ، والتعريف فيهما للعهد الجنسي .

واستشكلت الآية - على تفسير البحرين بالعذب والملح - بأن المشاهد خروج ( الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ ) من أحدهما ، وهو
الملح ، فكيف قال تعالى :﴿ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ﴾ ، واللؤلؤ والمرجان لا يخرجان إلا من البحر الملح ؟
وللعلماء في الإجابة عن ذلك أقوال ، ليس بعضها أولى من بعض :

أحدها : أنه لما التقى البحران وصارا كالشيء الواحد ، جاز أن يقال : يخرجان منهما ؛ كما يقال : يخرجان من البح
ر ، ولا يخرجان من جميعه ؛ ولكن من بعضه ؛ وكما تقول : خرجت من البلد ؛ وإنما خرجت من محلة من محالِّ
ه . وقد ينسب إلى الاثنين ما هو لأحدهما ؛ كما يسند إلى الجماعة ما صدر من واحد منهم . وعلى هذا القول جمهور
العلماء ، ونظير ذلك عندهم قوله تعالى :﴿ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ﴾(فاطر: 12) ؛
وإنما تخرج الحلية من الملح .

والثاني : أن العذب منهما كاللقاح للملح ؛ فهو كما يقال : الولد يخرج من الذكر والأنثى . أي : بواسطتهما .

والثالث : أنهما بحران ، يخرج من أحدهما اللؤلؤ ، ومن الآخر المرجان .

والرابع : أنه يتولد في ملتقاهما ثم يدخل الصدف في المالح عند انعقاد الدر فيه طالبًا للملوحة ؛ كالمتوحمة التي تشتهي
الملوحة أوائل الحمل ، فيثقل هناك ، فلا يمكنه الدخول في العذب .

رابعًا- وهكذا اختلفت أقوالهم في الإجابة عن هذا الاستشكال المزعوم في الآية . وإذا اختلفت الأقوال ، لم يكن بعضها
أولى من بعض ، فضلاً عن أنها مخالفة لكلام الله تعالى مخالفة صريحة . والصواب أن يقال : إن اللؤلؤ والمرجان يخرجان
من البحرين كليهما ؛ كما نصَّت على ذلك الآية . وكلام الله تعالى – كما قال الرازي - أولى بالاعتبار من كلام بعض الناس
. وأضاف قائلاً :« ومن أعلم أن اللؤلؤ لا يخرج من الماء العذب ؟ وهب أن الغواصين ما أخرجوه إلا من المالح ؛
ولكن لم قلتم : إن الصدف لا يخرج بأمر الله من الماء العذب إلى الماء الملح ؟ وكيف يمكن الجزم به والأمور
الأرضية الظاهرة خفيت عن التجار الذين قطعوا المفاوز وداروا البلاد ، فكيف لا يخفى أمر ما في قعر البحر عليهم ؟ » .

وقال صاحب أضواء البيان :« واعلم أن ما ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله وغيره من أجلاء العلماء في تفسير هذه
الآية ، من أن قوله :﴿ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ﴾ يراد به البحر الملح خاصة دون العذب غلط كبير لا يجوز القول
به ؛ لأنه مخالف مخالفة صريحة لكلام الله تعالى ؛ لأن الله ذكر البحرين : الملح والعذب ، بقوله :﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ
هَذَا عَذبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وهذا مِلْحٌ أُجَاجٌ ﴾(فاطر: 12) ، ثم صرَّح باستخراج اللؤلؤ والمرجان منها جميعًا ، بقوله
:﴿ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ﴾(فاطر: 12) ، والحلية المذكورة هي : اللؤلؤ والمرجان
، فقصره على الملح مناقض للآية صريحًا كما ترى » .. والله تعالى أعلم !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
winston
مسؤول
مسؤول
winston

عدد المساهمات : 3675
نقاط : 9066
تاريخ التسجيل : 15/02/2012

آية وتفسير  Empty
مُساهمةموضوع: رد: آية وتفسير    آية وتفسير  Icon_minitime1الأحد أغسطس 26, 2012 1:24 pm




سورة الأنعام
(وَلا
تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ
حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ
الظَّالِمِينَ 52) .

( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
) أي: لا تطرد عنك، وعن مجالستك، أهل العبادة والإخلاص، رغبة في مجالسة
غيرهم، من الملازمين لدعاء ربهم، دعاء العبادة بالذكر والصلاة ونحوها،
ودعاء المسألة، في أول النهار وآخره، وهم قاصدون بذلك وجه الله، ليس لهم من
الأغراض سوى ذلك الغرض الجليل، فهؤلاء ليسوا مستحقين للطرد والإعراض عنهم،
بل مستحقون لموالاتهم ومحبتهم، وإدنائهم، وتقريبهم، لأنهم الصفوة من الخلق
وإن كانوا فقراء، والأعزاء في الحقيقة وإن كانوا < 1-258 > عند
الناس أذلاء.

( مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ
) أي: كلٌّ له حسابه، وله عمله الحسن، وعمله القبيح. ( فَتَطْرُدَهُمْ
فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ) وقد امتثل صلى الله عليه وسلم هذا الأمر،
أشد امتثال، فكان إذا جلس الفقراء من المؤمنين صبر نفسَه معهم، وأحسن
معاملتهم، وألان لهم جانبه، وحسن خلقَه، وقربهم منه، بل كانوا هم أكثر أهل
مجلسه رضي الله عنهم.

وكان سبب نزول هذه الآيات، أن أناسا [من قريش، أو] من أجلاف العرب قالوا
للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أردت أن نؤمن لك ونتبعك، فاطرد فلانا وفلانا،
أناسا من فقراء الصحابة، فإنا نستحيي أن ترانا العرب جالسين مع هؤلاء
الفقراء، فحمله حبه لإسلامهم، واتباعهم له، فحدثته نفسه بذلك. فعاتبه الله
بهذه الآية ونحوها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همس الجوارح
عضو متألق
عضو متألق
همس الجوارح

عدد المساهمات : 1752
نقاط : 6991
تاريخ التسجيل : 03/06/2012

آية وتفسير  Empty
مُساهمةموضوع: رد: آية وتفسير    آية وتفسير  Icon_minitime1الإثنين أغسطس 27, 2012 9:36 pm

قال تعالى :
((اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ
كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ
كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ
زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ
وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ
مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) (35)



قال
ابن جُرَيْج: قال مجاهد وابن عباس في قوله: { اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ
وَالأرْضِ } يدبر الأمر فيهما، نجومهما وشمسهما وقمرهما.
وقال ابن جرير: حدثنا سليمان بن عمر بن خالد الرَقِّي، حدثنا وهب بن راشد، عن فَرْقَد، عن أنس بن مالك قال: إن إلهي يقول: نوري هداي.
واختار هذا القول ابن جرير، رحمه الله.
وقال
أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبيّ بن كعب في
قول الله تعالى: { اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ } قال: هو المؤمن
الذي جعل [الله] (4) الإيمان والقرآن في صدره، فضرب الله مثله فقال: {
اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ } فبدأ بنور نفسه، ثم ذكر نور المؤمن
فقال: مثل نور من آمن به. قال: فكان أُبي بن كعب يقرؤها: "مثل نور من آمن
به (5) فهو المؤمن جعل الإيمان والقرآن في صدره.
وهكذا قال (6) سعيد بن جُبير، وقيس بن سعد، عن ابن عباس أنه قرأها كذلك: "نور من آمن بالله".
وقرأ بعضهم:"اللَّهُ نَوَّر السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ" ".


وفي
الصحيحين، عن ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه سلم إذا قام من الليل
يقول: "اللهم لك الحمد، أنت قَيّم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت
نور السموات والأرض ومن فيهن" الحديث (3) .

وقوله: { مَثَلُ نُورِهِ } في هذا الضمير قولان:
أحدهما: أنه عائد إلى الله، عز وجل، أي: مثل هداه في قلب المؤمن، قاله ابن عباس { كمشكاة } .
والثاني:
أن الضمير عائد إلى المؤمن الذي دل عليه سياق الكلام: تقديره: مثل نور
المؤمن الذي في قلبه، كمشكاة. فشبه قلب المؤمن وما هو مفطور عليه من الهدى،
وما يتلقاه من القرآن المطابق لما هو مفطور عليه، كما قال تعالى: {
أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ }
[هود: 17] ، فشبه قلب (4) المؤمن في صفائه في نفسه بالقنديل من الزجاج
الشفاف الجوهري، وما يستهديه من القرآن والشرع بالزيت الجيد الصافي المشرق
المعتدل، الذي لا كدر فيه ولا انحراف.
فقوله (5) : { كَمِشْكَاةٍ } :
قال ابن عباس، ومجاهد، ومحمد بن كعب، وغير واحد: هو موضع الفتيلة من
القنديل. هذا هو المشهور؛ ولهذا قال بعده: { فِيهَا مِصْبَاحٌ } ، وهو
الذُّبالة التي تضيء.
وقال العوفي، عن ابن عباس [في] (6) قوله: {
اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا
مِصْبَاحٌ } : وذلك أن اليهود قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم: كيف يخلص
نور الله من دون السماء؟ فضرب الله مثل ذلك لنوره، فقال: { اللَّهُ نُورُ
السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ } . والمشكاة: كوَّة في البيت -قال:
وهو مثل ضَرَبه الله لطاعته (7) . فسمَّى الله طاعَتَه نُورًا، ثم سَمَاها
أنواعا شَتَّى.
وقال ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد: الكوة بلُغة الحبشة.
وزاد غيره فقال: المشكاة: الكوة التي لا منفذ لها. وعن مجاهد: المشكاة:
الحدائد التي يعلق بها القنديل.
والقول الأول أولى، وهو: أن المشكاة هي موضع الفَتيلة من القنديل؛ ولهذا قال: { فِيهَا مِصْبَاحٌ } وهو النور الذي في الذُّبالة.

قال أبيً بن كعب: المصباح: النور، وهو القرآن والإيمان الذي في صدره.
وقال السُّدِّي: هو السراج.
{ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ } أي: هذا الضوء مشرق في زجاجة صافية.
قال
أبيّ بن كعب وغير واحد: وهي نظير قلب المؤمن. { الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا
كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ } : قرأ بعضهم بضم الدال من غير همزة، من الدّر، أي:
كأنها كوكب من دُرّ.
وقرأ آخرون: "دِرّيء" و"دُرِّيء" بكسر الدال وضمها
مع الهمز، من الدَرْء وهو الدفع؛ وذلك أن النجم إذا رُمي به يكون أشدّ
استنارة من سائر الأحوال، والعرب تسمي ما لا يعرف من الكواكب دراريّ.
قال
أبيّ بن كعب: كوكب مضيء. وقال قتادة: مضيء مبين ضخم. { يُوقَدُ (1) مِنْ
شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ } أي : يستمد من زيت زيتون شجرة مباركة { زيتونة }
بدل أو عطف بيان { لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ } أي: ليست في شرقي
بقعتها فلا تصل إليها الشمس من أول النهار، ولا في غربيها فيتقلّص عنها
الفيء قبل الغروب، بل هي في مكان وسط، تَفْرَعه (2) الشمس من أول النهار
إلى آخره، فيجيء زيتها معتدلا صافيا مشرقا.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا
محمد بن عمار قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد، أخبرنا عمرو بن
أبي قيس، عن سِمَاك بن حرب، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس في قوله: {
زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ } قال: شجرة بالصحراء، لا
يظلها جبل ولا شجر ولا كهف، ولا يواريها شيء، وهو أجود لزيتها.
وقال
يحيى بن سعيد القَطَّان، عن عمران بن حُدَيْر، عن عكرمة، في قوله: { لا
شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ } قال: هي بصحراء، وذلك أصفى لزينتها.
وقال
ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو نُعَيْم، حدثنا عُمَر بن فَرُّوخ، عن
حبيب بن الزبير، عن عكرمة -وسأله رجل عن: { زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ
وَلا غَرْبِيَّةٍ } قال (3) تلك [زيتونة] (4) بأرض فلاة، إذا أشرقت الشمس
أشرقت عليها، وإذا غربت غربت عليها فذاك أصفى ما يكون من الزيت.
وقال
مجاهد في قوله: { [ زَيْتُونَةٍ ] لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ } (5)
قال: ليست بشرقية، لا تصيبها الشمس إذا غربت، ولا غربية لا تصيبها الشمس
إذا طلعت، [ولكنها شرقية وغربية، تصيبها إذا طلعت] (6) وإذا غربت.
وقال
سعيد بن جُبَيْر في قوله { زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ
يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ } قال: هو أجود الزيت. قال: إذا طلعت الشمس
أصابتها من صوب المشرق، فإذا أخذت في الغروب أصابتها الشمس، فالشمس تصيبها
بالغداة والعَشِيّ، فتلك لا تعد شرقية ولا غربية.
وقال السدي [في] (7) قوله: { زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ } يقول: ليست بشرقية يحوزها

المشرق، ولا غربية يحوزها المغرب دون المشرق، ولكنها على رأس جبل، أو في صحراء، تصيبها الشمس النهارَ كلَّه.
وقيل: المراد بقوله: { زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ } أنها في وسط الشجر، وليست بادية للمشرق ولا للمغرب.
وقال
أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبي بن كعب، في
قول الله تعالى: { زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ } قال: فهي
خضراء ناعمة، لا تصيبها الشمس على أي حال كانت، لا إذا طلعت ولا إذا غربت.
قال: فكذلك هذا المؤمن، قد أجير من أن يصيبه شيء من الفتن، وقد ابتلي بها
فيثبته الله فيها، فهو بين أربع خلال: إن قال صَدَق، وإن حكم عدل، وإن
ابتلي صبر، وإن أعطي شكر، فهو في سائر الناس كالرجل الحي يمشي في قبور
الأموات.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا مُسَدَّد قال:
حدثنا أبو عَوَانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير في قوله: { زَيْتُونَةٍ لا
شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ } قال: هي وسط الشجر، لا تصيبها الشمس شرقا
ولا غربا.
وقال عطية العوفي: { لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ } قال:
هي شجرة في موضع من الشجر، يرى ظل ثمرها في ورقها، وهذه من الشجر لا تطلع
عليها الشمس ولا تغرب.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عمار، حدثنا
عبد الرحمن الدَّشْتَكِي، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن عطاء، عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، في قوله تعالى: { لا شَرْقِيَّةٍ وَلا
غَرْبِيَّةٍ } ليست شرقية ليس فيها غرب، ولا غربية ليس فيها شرق، ولكنها
شرقية غربية.
وقال محمد بن كعب القُرَظي: { لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ } قال: هي القبْلية.
وقال زيد بن أسلم: { لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ } قال: الشام.
وقال الحسن البصري: لو كانت هذه الشجرة في الأرض لكانت شرقية أو غربية، ولكنه مثل ضربه الله لنوره.
وقال
الضحاك، عن ابن عباس: { توقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ } قال: رجل صالح
{ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ } قال: لا يهودي ولا
نصراني.
وأولى هذه الأقوال القولُ الأول، وهو أنها في مستوى من الأرض،
في مكان فسيح بارز ظاهر ضاح للشمس، تَفْرعه من أول النهار إلى آخره، ليكون
ذلك أصفى لزينتها وألطف، كما قال غير واحد ممن تقدم؛ ولهذا قال: { يَكَادُ
زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ } قال عبد الرحمن بن زيد
بن أسلم: يعني: لضوء إشراق الزيت.
وقوله: { نُورٌ عَلَى نُورٍ } قال العوفي، عن ابن عباس: يعني بذلك إيمان العبد وعمله.
وقال مجاهد، والسدي: يعني نور النار ونور الزيت.
وقال
أبي بن كعب: { نُورٌ عَلَى نُورٍ } فهو يتقلب في خمسة من النور، فكلامه
نور، وعمله نور، ومدخله نور، ومخرجه نور، ومصيره إلى النور يوم القيامة إلى
الجنة.
وقال شِمْر بن عَطية: جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار فقال: حدثني
عن قول الله: { يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ }

قال: يكاد محمد يبين للناس، وإن (1) لم يتكلم، أنه نبي، كما يكاد ذلك الزيت أن يضيء.
وقال
السُّدِّي في قوله: { نُورٌ عَلَى نُورٍ } قال: نور النار ونور الزيت، حين
اجتمعا أضاءا، ولا يضيء واحد بغير صاحبه [كذلك نور القرآن ونور الإيمان
حين اجتمعا، فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه] (2)
وقوله: { يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ } أي: يرشد الله إلى هدايته من يختاره، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد:
حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا إبراهيم بن محمد الفزاري، حدثنا الأوزاعي،
حدثني ربيعة بن يزيد، عن عبد الله [بن] (3) الديلمي، عن عبد الله بن عمرو،
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله خلق خلقه في ظلمة، ثم
ألقى عليهم من نوره يومئذ، فمن أصاب يومئذ من نوره اهتدى، ومن أخطأه ضل.
فلذلك أقول: جفَّ القلم على علم الله عز وجل" (4)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همس الجوارح
عضو متألق
عضو متألق
همس الجوارح

عدد المساهمات : 1752
نقاط : 6991
تاريخ التسجيل : 03/06/2012

آية وتفسير  Empty
مُساهمةموضوع: رد: آية وتفسير    آية وتفسير  Icon_minitime1السبت سبتمبر 08, 2012 5:39 pm




(( عزيز عليه ما عنتّم ))

ما معنى " عزيز عليه ما عنتم " سورة التوبة (128) ؟





تمت بيعة العقبة الثانية في السنة الثالثة عشرة للبعثة : وكان من بنودها
أن يهاجر المسلمون من مكة إلى إخوانهم في يثرب ، فموطن الإتسان الحقيقي
وداره التي يجب أن يسعى إليها ، ويعيش فيها ، ذلك المكان الذي يتعبّد فيه
بحريّة ، ويقيم فيه شعائره دون أن يكون عليه رقيب ، ويحسُّ فيه بشخصيته ،
ويصنع فيه مع إخوانه في العقيدة مجتمعاً مسلماً . . إنها المدينة
المنوَّرة إذاً . .
وأمر الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ المسلمين أن يهاجروا إليها ،
والهجرة ليست أمراً سهلاً ، فهي إهدار للتجارة وتضحية بالمصالح المادية ،
يترك الإنسان متجره ، وأرضه الزراعية ، ومصنعه ، وبيته الذي تعب في
إنشائه ، وقد يدع أهله وأولاده ومَنْ يحب لينجو بنفسه ودينه . . ولا
مفرَّ من التضحية وإن كانت فادحة الثمن ليكسب ما هو أثمن وأغلى وأدوَمُ .
. .
وبدأ المسلمون يهاجرون . . كلٌّ بطريقته ، وبدأ المشركون يتعقَّبونهم
ويمنعونهم لشعورهم أنَّ مَنْ يترك كلَّ شيء لا بدَّ أن يكون في نفسه
قوياً ، وسيعود ليهددهم في عقر دارهم ، ويستعيد حقّه ، ويقضي عليهم .
وكان هناك نماذج من المنع .

1 ـ لما
أراد صهيب
رضي الله عنه الهجرة جعل ماله في مكان آمن ثم انطلق نحو المدينة ،
فأحسَّ به المشركون ، فقد كان حانوته ـ مصنع الحدِادَةِ للسيوف وأسّنةِ
الرماح ـ مغلقاً . . وطاردوه بخيولهم حتى صاروا على مقربةٍ منه ، فشعر
بهم وأسرعَ إلى تلٍّ قريب يشرف عليهم وانتضى أحد سهامه ووضعه في قوسه
وسدَّد نحوهم ، فلما عرفوا فيه صدق ما انتواه قالوا : ما أنتَ فاعل يا
صهيب ؟

قال : ولأيِّ شيء تبعتموني يا أعداء الله ؟!
قالوا وقد كشروا عن نواياهم الخبيثة : أتيتنا صعلوكاً حقيراً فكثر مالك
عندنا ، وبلغتَ الذي بلغتَ ، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك ؟
قال لهم : تعلمون أنني والله أشدكم إصابة للهدف ، وأن سهمي لا يخيب ولن تصلوا إليَّ حتى تفرغ سهامي وأقتل بكل سهم رجلاً .
قالوا : هات مالك نَعُدْ أدراجنا .
قال : لا أحمل منه شيئاً وقد تركته في مخبأ في مكة .
قالوا : دلّنا عليه إذاً . .
قال : هو في مكان كذا وكذا وأنتم تعلمون صدقي .
فانطلقوا إلى ذلك المكان الذي حدَّدَه ثم توقف أحدهم ، فقال ألا يكون كاذباً في قوله لنا آنفاً ؟
قالوا له : نحن نعرف أصحاب محمد لا يكذبون . . فقد رأوا المال في المكان لذي حدّدَه .
وحين وصل إلى المدينة المنوّرة استقبله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
باشّاً ، فرحاً بقدومه قائلاً له : (( ربح البيع أبا يحيى ، ربح البيع
أبا يحيى )) .

2 ـ كان أبو سلمة رضي الله عنه أوّل المهاجرين ـ قبل العقبة الكبرى بسنة
ـ وخرج بزوجته أم سلمة وابنه سلمة ، فلما أجمع الخروج قال له أصهاره : لا
نستطيع أن نغلبك على نفسك ، أما زوجتك فهي ابنتنا ، فعلام نتركك تسير
بها في البلاد ، لا والله لا تأخذها ، فانتزعوها منه ومعها ابنها .
غضب آل أبي سلمة حين رأوا أهل زوجته قد منعوها أن تسافر معه فقالوا : هذه
ابنتكم حبستموها ، فعلام نترك سلمة معها ؟ والله لا نترك ابننا معها ،
وتجاذبوا الغلام بينهم فخلعوا يده ، وذهبوا به .
وانطلق أبو سلمة وحده إلى المدينة ، وكانت أم سلمة بعد ذهاب زوجها ،
وضياع ابنها ، تخرج كل صباح إلى خارج المنازل تبكي على تشتت أسرتها حتى
تمسي . . ومضى على ذلك سنةٌ ، فرَقَّ لها أحد ذويها ، وقال : ألا تخرجون
هذه المسكينة ؟!! فرَّقتم بينها وبين زوجها وابنها ، فرَقّوا لها وقالوا
لها : الحقي بزوجك إن شئت ، فاسترجعت ابنها من عصبته ، وخرجت تريد
المدينة وليس معها أحدٌ مِنْ خلق الله . . والمدينة تبعد عن مكة ثلاث مئة
ميل ، ولكنْ ما تقول في قسوة القلوب ، وجفاء الطبع ؟!! حتى إذا كانت
بالتنعيم ـ خارج مكة صوب المدينة ـ لقيها عثمان بن طلحة بن أبي طلحة قال
لها : هل أفرج عنك يا أمَّ سلمة ؟ وكان يعرف حالها ، قالت : نعم . . قال :
أزمعت اللحاق بزوجك ؟ قالت : نعم فلم تطب نفسه أن يتركها تسير وحدها لا
معين لها ، فشيعها إلى المدينة ـ وهو صاحب نخوة ومروءة ـ فلما نظر إلى
قباء قال : زوجك في هذه القرية ثم انصرف راجعاً إلى مكة .

3 ـ تواعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعياش بن أبي
ربيعة المخزومي وهشام بن العاص بن وائل موضعاً يصبحون عنده ، ثم يهاجرون
إلى المدينة المنوّرة ، إلا أن هشام بن العاص حبسه أهله حين علموا بعزمه
مغادرة مكة فهاجر عمر وعياش وحدهما ، ولما قدما المدينة نزلا بقُباء . .
ولم تمض مدة حتى قدم إلى قباء أبو جهل وأخوه الحارث يريدان عيّاشاً ـ وأم
الثلاثة واحدةٌ ـ فقالا له : إن أمك نذرت أن لا يمس رأسها مشط ، ولا
تستظل بشمس حتى تراك ، وكان باراً بأمه ، محباً لها ، فرقَّ قلبه ، وأزمع
السفر إلى مكة ، فقال له عمر : يا عياش ؛ والله ، إن القوم يريدون أن
يفتنوك عن دينك ، ويحبسوك ، ويعذبوك ، فاحذرهم ، فوالله لو كثر القمل في
رأس أمك لامتشَطَتْ ، ولو قد اشتد عليها حرُّ مكة لاستظلت ، وما هذان إلا
كاذبان مدّعيان . فأبى عياش إلا الخروج معهما ليَبَرَّ قَسَمَ أمه
فقال له عمر : إذا أبيت نصيحتي وقررت الخروج معهما ، فخذ ناقتي هذه ،
فإنها ناقةٌ أصيلة ذلول ، فالزم ظهرها ، وراقبهما ، فإن رأيت في القوم
ريبة فانج عليها .

فخرج عليها معهما ، حتى إذا كانوا في بعض الطريق ، يلينان له القولَ
ويبتسمان في وجهه ، قال أبو جهل : والله يا أخي ؛ إنَّ بعيري هذا غليظ
هجين ، أفلا تردفني على ناقتك هذه ؟ قال عياش : بلى ، فأناخ ناقته ،
وأناخا ليتحول أبو جهل عليها ، فلما استووا بالأرض عَدَوَا عليه ،
وأوثقاه ، وربطاه ، وظل هكذا على حالته هذه حتى وصلوا إلى مكة فدخلوها
نهاراً ليراه الجميع مكبلاً ، فلا يجرؤ أحد على الهجرة ، ومخالفة
المشركين ، وقالا : يا أهل مكة هكذا فافعلوا بسفهائكم كما فعلنا بسفيهنا
هذا !!
وبقي عياش في قيد الكفار حتى إذا هاجر رسول الله ـ صلى الله علي وسلم ـ
قال يوماً : (( مَن لي بعيّاش وهشام ؟! فقد طال أسرهما وأرجو الله أن
يفرّجَ عنهما . . فهما محبوسان في بيت لا سقف له إمعاناً في التعذيب ،
تلفحهما الشمس في النهار ، ويؤذيهما البرد في الليل ، وتحمل إليهما
طعامهما امرأة )) .
قال الوليد بن الوليد : أنا لك يا رسول الله بهما .
قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( سِرْ على بركة الله )) .
فقدم الوليد مكة مستخفياً ، ولقي المرأة تحمل طعامهما ، فتبعها حتى عرف
موضعهما ، فلما أمسى تسوَّر الجدار ، وقطع قيدهما ، وحملهما على بعيره
حتى قدم المدينة .
ولا تسل عن فرحة رسول الله ـ صلى الله عليبه وسلم ـ والمسلمين بهم حميعاً


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

آية وتفسير

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تراتيل المطر  :: الشريعه والحياه :: القرآن الكريم والسنة النبويه-