عندما تتولى الرسوم المتحركة مهام التربية وبناء السلوك تكون النتائج على غير ما نتوقع؟! من (مدينة النخيل وسنبل ورغيف الخبز وهايدي وجزيرة الكنز) إلى
(سبايدرمان- والمحقق كونان- ومقاتل الوحوش-
والجاسوسات- وغيرهم الكثير)
هناك تغيير واضح ليس فقط في العناوين وإنما في المضامين أيضاً،
فما الذي فرض هذا التغيير على مسلسلات أطفالنا هل هي ثقافة لابد منها
لتواكب تطورات التكنولوجيا أم هناك أسباب
أخرى؟ وعلى من يقع عبء الرقابة
هنا؟ ولماذا لايوجد مسلسلات من صنفنا المحلي تغرس في أذهان أطفالنا قيماً
لطالما حفظناها وعملنا بها؟ هل هي التكاليف الباهظة كما يقول البعض أم إن
هناك أسباباً أخرى؟ وهل هناك حلول
مقبولة؟ والسؤال الأهم أين دور الأهل في
كل هذا؟ وهل اختفت
الرقابة الرسمية على ما يأتينا من كل صوب وحدب؟.
الأهل في حيرة واستغرابفكما يقول: (محمود إبراهيم) موظف وأب لثلاثة أولاد: إن ما يتلقاه أبناؤنا
من خلال مايقدم لهم من مسلسلات على
القنوات الفضائية يفتقر لكثير من القيم
النبيلة التي تربينا عليها فهم يتلقون أفكاراً وقيماً بطريقة غير مباشرة
خارجة عن
قيمنا نحن كعرب أولاً وكسوريين ثانياً، ويتساءل أين رقابة هذه
المحطات؟ ويتابع مع كل هذا وذاك لا أستطيع أن أمنع
أطفالي من مشاهدة هذه
القنوات لأنها استطاعت للأسف جذب انتباههم وعقولهم.
أما (أمل الباشا) ربة منزل وأم لولدين تقول: كل مايشاهده ابني على التلفاز
يطبقه على أخيه الصغير، فقد أصبح
منزلي تلفاز واقع لما يعرض على القنوات
الفضائية فهو يقلد مايراه من حركات فيها قوة ولاتخلو من العنف ويتلفظ
ألفاظاً قلما تدل على معنى واضح وفيها كثير من القسوة والعنف مثل (أنا
الأقوى وسأقضي عليك أيها السافل).
هي نتاج العصر والعولمة إذاً هذا التغيير الحاصل نتيجة التطورات أو المتعمد إذا صح القول فيما
يقدم للأطفال من برامج ومواد ومسلسلات عبر
قنوات محلية وأخرى عربية يحمل في
داخله ثقافة فرضت على أطفالنا على الرغم من أننا لا نألفها، فلماذا مازال
أطفالنا
يتلقون هذه الثقافة غير المألوفة ومن هو الرقيب والمسؤول عما يقدم
لهم؟
في هذا الخصوص يقول (خالد ظليطو) رئيس دائرة برامج الأطفال في التلفزيون
السوري: بفضل الفضائيات أصبحنا
نرى كل ما يحصل في العالم بشكل مباشر
ولامهرب من وجود هذه الأفلام التي تقدم للأطفال فهي نتاج العصر
والعولمة
ودخول التقنية الحديثة ولكن سعى التلفزيون السوري ولا يزال يسعى للحفاظ على
المضمون الإنساني في
مواضيع الأطفال والبرامج الأخرى التي تحتوي مضامين
تمس الأخلاقيات الإنسانية والطيبة والجمال عند الأطفال، فقد
رفضنا أعمالاً
كثيرة لأنها تحتوي على أفكار لا تلائم مجتمعنا وتحتوي أشكالاً غريبة وغير
مريحة ولا تمت للواقع بصلة.
التكلفة كبيرةويبقى السؤال هنا لماذا نضطر لشراء واستيراد أفلام الأطفال من الخارج؟
يجيب ظليطو: المشكلة تعاني منها الدول العربية بشكل عام وسورية بشكل خاص،
بالنسبة لنا نحن مشكلتنا مالية حيث
إن إنتاج مسلسل للأطفال مكلف كثيراً
وغير مخصص له ميزانية على الرغم من وجود نخبة من الكتاب والمخرجين
والغرافيك قادرين على صناعة أفلام على مستوى عال من الجودة (ولكن ليس باليد
حيلة).
ويتابع.. بالطبع كل ما يأتينا من أفلام من الخارج وأقصد هنا الدول العربية
والغربية يخضع للرقابة- فهناك لجان رقابية
مختصة تقوم بمراقبة هذه الأفلام
حيث تأخذ الجوانب الايجابية من الموضوع والتي تحتوي على الأخلاق التي
تتناسب
مع بيئتنا والتقاليد والقيم وتحرص على تكريس المفهوم الاجتماعي بشكل
عام عند الاختيار ولاسيما الأفكار الدينية التي
تدل على الخير وتمنع الشر
وتدعو للمحبة والتسامح وتحرص كل الحرص على استقاء المقاييس الأخلاقية
القريبة من
القيم السورية بشكل خاص
محمد: ما نستورده من الخارج يحمل قيماً تمس أخلاقنا وتغرس ثقافة العنف.
لعدم وجود قناة أما لماذا يلجأ الأطفال إلى القنوات الفضائية الخارجية
متجاهلين القنوات المحلية فيقول ظليطو: إن ما
لدينا من برامج خاصة للأطفال
وما يقدم من مسلسلات وأفلام كرتونية لا تغطي مساحة الشاسة فهي أعمال قليلة،
ولأن
الطفل بطبيعته يحب التلوين وكل ماهو غريب وجديد بين الفترة والأخرى
يلجأ للقنوات الأخرى، وما نقدمه نحن لايكفيه
إلا أننا نحاول قدر الإمكان
تقديم ماهو قيم ومقبول، وللأسف إن ما يبث على القنوات الفضائية يحمل ثقافة
لطالما تمنينا
ألاتدخل مجتمعنا، إضافة لعدم وجود قناة خاصة بالأطفال في
سورية لابد من وجودها وهذا بدوره يفرض على الأهل
مسؤولية المراقبة كما يقول
ظليطو: فهم المسؤولون بشكل أو بآخر عما يشاهده أولادهم وهم شركاء في تكوين
ثقافة
العنف هذه لأطفالهم بشكل غير مباشر فهم بعيدون عن أطفالهم مسافات
كبيرة والمفروض أن يوجد الأهل مع أبنائهم أثناء
مشاهدة التلفاز وتنبيههم
عند وجود فكرة غير مفهومة وأن يشرحوا لهم بعض الأفكار غير الواضحة وتوضيح
ما يثير
تساؤلاتهم أو تصحيحها فهم القادرون على انتقاء ماهو مفيد لأطفالهم
وتالياً هم يكونون الثقافة التي يريدونها.
ويتابع.. وهذه المسؤولية يجب أن تتشارك فيها الوسائل الإعلامية والإعلانية
فمثلاً يمكن أن تخصص الجرائد الرسمية
صفحة في الأسبوع فيها استطلاع للرأي
عن مسلسلات الأطفال وتوجيه أسئلة للأهل لمعرفة ما يتعلمه الأطفال من هذه
المسلسلات، وعلى الوسائل الإعلانية كاللوحات الطرقية مثلاً أن تعطي نصائح
وإرشادات للأهل وتكون بمنزلة المنبه
الدائم للأهل من خلال عرض بعض العبارات
(شاهد مع طفلك، انتبه لما يشاهده طفلك، يا ترى ماذا يشاهد طفلك؟).
تحمل قيماً تمس أخلاقنامن جهتها تقول (فاتنة محمد) معدة ومقدمة برامج أطفال في التلفزيون السوري:
ليست لدينا مسلسلات أفلام كرتون من
صنفنا المحلي ترسخ القيم والمبادئ
والأفكار والثقافة الخاصة بنا وإن ما نستورده من الخارج غير منسجم مع
بيئتنا بل
ويحمل في كثير من الأحيان قيماً تمس أخلاقنا ويغرس ثقافة جديدة
لأطفالنا وهي العنف وما يزيد الطين بلة كما تقول:
إن الإعمال التي نرفضها
نحن تعرض على القنوات الفضائية الأخرى التي بإمكان أي شخص الوصول إلى هذه
القنوات وتعرض من دون رقيب أضف إلى ذلك رقابة الأهل معدومة تماماً فهم حتى
الآن لم يعوا خطورة ما يصل إلى
أذهان أطفالهم وما تأثيره عليهم في
المستقبل.
جيلنا جيل كونانوتضيف (هيفاء القصاب) معدة ومقدمة برامج أطفال: للأسف أصبح جيلنا الآن (جيل
سبايدر مان- كونان- الرجل
المقنع..) بعد أن كان (جيل هايدي.. وفرح ومرح..)
وأصبح العنف ثقافة يفتخر بها حتى مع والديه، حتى إن بعض
مايقدم من مسلسلات
للأطفال على هذه القنوات الفضائية يحمل عبارات وشعارات تمر على الشاشة
لتغرس وتنمي فكراً
معيناً لدى أطفالنا وهذا بالطبع مدروس من قبل أخصائيين
نفسيين وتربويين وهذا ما يجعل الطفل أكثر اقتناعاً بما يشاهده.
ما خلفته كثيراً وخطيراًأما ماذا خلفت لنا هذه الفضائيات من خلال مسلسلاتها من آثار على أطفالنا فتقول أخصائية الصحة النفسية (ليندا نفوري):
كانت القيمة الأخلاقية طاغية على مايقدم لأطفالنا، ولكن بعد أن دخلنا عصر
التكنولوجيا أصبحت المسلسلات تتعلق
بالخيال وتحتوي أشياء غير مألوفة وغير
معتادة والقوة الخارقة باتت أحد المضامين المهمة فيها، وأصبحت القيم التي
تمجد العنف واضحة والقيمة التربوية غائبة وأصبح الطفل ميالاً للعنف
وللتعبير عما يريده بالقوة سواء برضى الأهل أو
بعدم الرضى بشكل واضح وملحوظ
حتى إنه أصبح يفضل من هو قوي ليساعده في الحصول على ما يريد ويلبي
حاجاته
بأي شكل، ومن تأثير هذه الأفلام على أطفالنا أيضاً تقول: أصبح الطفل أكثر
انشداداً وجلوساً أمام التلفاز وهذا
ينعكس عليه صحياً حيث نلاحظ انعدام
المرونة والحركة فضلاً عن تغيير طريقة تناول الطعام حيث لا يرضى إلا أن
يأكل أمام التلفاز وهذا بدوره يشتت تركيزه في تناول طعامه، إضافة إلى
انعدام حياته الاجتماعية حتى إنه يرفض الكثير من الأطفال اللعب مع رفاقهم.
والمسؤول برأيها عن كل مايحدث للطفل هم الأهل لأنهم هم الأقدر على مراقبة
أولادهم وأن يفرضوا عليهم القنوات
والمسلسلات التي يشاهدون من خلال متابعة
ما ينشر وما يقدم لأطفالهم من برامج.
وأخيراً بعد كل هذه المعلومات التي قدمناها لا بد لنا من التساؤل إلى متى سيبقى أطفالنا أسيري الشاشات الفضائية
ونحن نعرف علة مابنا؟
من صحيفة تشرين السورية
حبيت انقل هذا الموضوع نظرا لأهميته وصدقا انه خطير وعن تجربة مرت بأحد الاسرفي الشام كانو ساكنين بالطابق
الخامس وانا في الطابق الثالث كان عندهم طفل بعمر 5 سنوات لبس شرشف وربطه حول عنقه يقلد سوبرمان وقفز
من بلكون الشقة فما ان وصل الى الارض حتى فارق الحياة لاتستهينوا بما يعرض في منازلكم فعقلية الطفل قابلة
لتصديق كل شيئ وخصوصا اذا احب الطفل شخصية كارتونية معينة يحاول تقليده .