مضغتُ حروف العزِّ حلوةً في فمي
والتقمتُ الرشدَ وحيرة الأملِ
صارتْ بي الآمالُ أنهاراً
ومدت أنفاس الهوينى على كتفي الأغصانَ
فلا الليل بمماليكهِ يحتويني
ولا يبصرُ النهارُ وجدي والأشجانَ
ريحانةُ فكري تتأوَّهُ وأنا في البيداءِ
لا طائلَ مالٍ ولا صريحَ وُدٍّ ولا أعوانَ
وعودُ الثقابِ من يدي يحاكيني
لا تلتمسْ خلاً ولا رفيقاً ولا ألوانا
وآنس إياي فناري محض الجلسات
فلا ذئبٌ يدنوكَ ولا ضبعٌ ولهانُ
فقلتُ يا عودَ الثقابِ ألكْ مُحيَّاكَ عني
قد مللتُ الوحدة ونفاذَ الأحبابِ
مللتُ القريحةَ والصبرَ ودمجَ الأطوارِ
فعسى إنْ أتانيَ الذئبُ يرأفُ بحالي
وذاك الضبعُ من دفقِ بصري يستشعرُ الحنانَ
وإن كانت وفودُ الجهل من حولي تدخلُ أفواجا
ومن فوقي تنهمرُ الأقراحُ أمطاراً
والظلم جوارحهُ تتدفَّقُ أسراباً وأسرابا
فأنا من الطبيعةِ وليس لي بكبتهم إقرانا
ما دام الضميرُ يعاشرني ويشجبُ الأعفانَ
أعفانَ ذُلٍّ وقُبحٍ يزدادُ اسودادا
فيا روحي بسياسةِ الأعرابِ لا تلوذي
وإن لاذتْ بها الجحافلُ أغوارا
ولا تباهي ولا تماري ولا تؤيدي دَيَّارا
فضميري إن أعلنتُ لهم سروري يزدريني
وفؤادي! شتَّى أبعادِهِ بعمقها تجافيني
فيا عودَ الثقابِ
ما دمتُ قائماً على عهدي وإياهم
لا الليلُ ولا العِهنُ ولا الخوفُ بملكيَّتي يرددون الألحانَ