ابنتي تردّى مستواها الدراسي بعد تعرضها للتحرش
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي ابنة تبلغ من العمر 7 سنوات، وهي من المتفوقات في الدراسة، ولكن في
الفترة الأخيرة لاحظت عليها عدم التركيز والاهتمام، وهي الآن تتراجع! وأنا
خائفة عليها جدا، خصوصا أنها بعد ما تعرضت للتحرش لاحظت عليها أمورا كثيرة
قد تغيرت، ولا تتخيل كمية الفزع التي بداخلي إن تأثرت نفسيا ودراسيا.
الإجابــة
لا شك أن الحادثة التي تعرضت له هذه الابنة وهو التحرش في هذا العمر لا شك
أنه أمر مؤسف، وأنا في رأيي أن الأعراض التي بدأت تظهر عليها من تدهور في
مستواها الدراسي وكذلك ضعف التركيز لديها وقلة الاهتمام لا شك أنها مرتبطة
بهذه الحادثة، وهنالك حالة تعرف باسم (عصاب ما بعد الأحداث) أو (عصاب ما
بعد الإصابة)، يظهر في شكل ضعف في التركيز وفي قلق عند البعض، والبعض قد
يتذكر الحادثة من وقت لآخر، وهذا يسبب أيضًا القلق والتوتر.
ربما هذه الابنة - حفظها الله تعالى – في هذا العمر ربما لا تستذكر الحالة
من وقت لآخر كما يحدث للبعض، ولكن قطعًا القلق يكون موجودا لديها ودفينا في
كيانها.
حقيقة العلاج الذي ننصح به في مثل هذه الحالة هو طمأنة هذه الابنة، ولا
مانع أن تتحدثي معها في هذا الموضوع – في الحادث – وتخففي لها الأمر
تمامًا، ويجب أن تحدثيها بلغة بسيطة ولطيفة تناسب عمرها، وعملية الطمأنة
أنا في رأيي أنت أفضل مصدر لها، فلا يجب أن نشعب الموضوع، ويجب ألا يتحدث
فيه أكثر من شخص أو شخصين، فكوني أنت المعالج لها وذلك بالتحدث حول
الحادثة، ولكن بلغة بسيطة وغير مخيفة، مع طمأنتها، هذا أمر ضروري جدًّا.
الأمر الثاني بالطبع هو أن تنظمي لها وقتها، فيجب أن تنظمي لها وقتها ويجب
أن تكوني دائمًا في جانب التشجيع وجانب التحفيز بالنسبة لها.
اجعليها أيضًا تمارس بعض التمارين الرياضية، أي نوع من التمارين الرياضة
التي تناسب البنات في هذا العمر، مثل لعبة نطة الحبل – وهكذا – فهذا - إن
شاء الله تعالى – كلها تمص هذه الطاقات السلبية التي لديها، ودعيها أيضًا
أن تختلط بالبنات في عمرها، فالطفل دائمًا يرتاح دائمًا مع بقية الأطفال
ويجد المتعة وتطوير المهارات حين يكون مع الذين من عمره، فأرجو أيضًا أن
تتيح لها هذه الفرصة.
وأنت نفسك أرجو ألا تكوني منزعجة، بمعنى ألا تضربي سياجا حول ابنتك، فأنا
أتفهم تمامًا أنه من نتائج التحرش على الأطفال أن يكون الأبوين أكثر حذرًا
ويحاولوا أن يشكلوا نوعًا من الحماية الشديدة على أطفالهم.. هذا أمر لا
نرفضه تمامًا، ولكن في نفس الوقت نقول أن الحماية المطلقة ليست جيدة، فالله
خير حافظا، وعليك فقط بإرشادها في حدود المعقول، وأخذ التحوطات اللازمة.
لا أعتقد أن هنالك حاجة لأي علاج دوائي، هذا غير مطلوب، وهناك أيضًا من
يشجع أن يندمج الطفل مع الألعاب، خاصة الألعاب ذات المحتوى التعليمي، في
مثل هذا العمر أيضًا يصرف انتباه الطفل إلى ما هو إيجابي وتبعده عن التفكير
فيما حدث.
عمومًا سيكون أيضًا من الجيد بالنسبة لهذه الطفلة أن تجعليها تشاركك في
أعمال المنزل وأن ترتب خزانة ملابسها وأن تهتموا بشؤونها، هذا كله نوع من
تطوير المهارات التي تنعكس إيجابيًا على أداء الطفل وعلى صحتها النفسية -
بإذن الله تعالى -.
أسأل الله لها العافية والحفظ، وأرجو ألا تنزعجي للموضوع، فهي - إن شاء الله تعالى – مرحلة مؤقتة وليست أكثر من ذلك.
يتبع
لطفا يرجى عدم الرد لحين اكتمال الطرح ..