هنا سأكتب نصيحتي لنفسي ولمن يوافقني الرأي وهي ليست ملزمة لي ولا لغيري
لأنها ليست ثوابت بل مجرد قناعات شخصية قد تتغير بعضها وليس من الضروري أن تكون على صواب تام بنظر الجميع
لان الله خلقنا مختلفين عن بعضنا قال تعالى : ياايها الناس إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم
فالله الذي خلقنا بعدة شرائع وألوان وأعراق وووو الخ كان بإمكانه أن يخلقنا كلنا من نفس الصنف ولكن حكمته اقتضت أن يجعلنا مختلفين وجعل الرابط الذي نلتقي لأجله هو التعارف
وليس التناحر أما من هو الصالح من الطالح ومن سيرضى عنه أو يغضب ومن سيدخله الجنة أم يهوي به في النار
فالله وحده العالم بذلك ومن الوادر والممكن أن يظن الجميع أنهم على الحق وهم المفضلون عند ربهم لكن من الخطأ أن يظن البعض أنهم هم عباد الله المخلصين (بفتح اللام) دون سواهم أوانهم شعب الله المختار (كما يظن اليهود)وكما قال الشاعر : نحن أناس لاتوسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر ظنا منه أن الصدر (الرفعة والسؤدد) لايليق الابهم وحدهم وان لم يكونوا أسياد فالموت أهون لهم
قال تعالى : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا
فعندما قال جميعا لم يحدد فئة ولا لون ولا عرق لان حبل الله هو طريق النجاة
ثم قال : واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا
فالتعادي والتآخي موجود منذ بدء الخليقة وقد تكون فئتان متعاديتان ثم تكونان متآخيتان بعد فترة والعكس بالعكس
فهذا من طبيعة البشر لكن:
لنجعل أنفسنا من المتآخين ونسال الله إن لانكون من المتعادين أو المعتدين لان الله لا يحب المعتدين
اذا علينا (جميعا) أن نتمسك بعبادة الله ونتبع ماجاءت به كتبه ورسله كلهم (لانفرق بين احد منهم)دون أن نتمسك بغير حبل الله فلا نكون كما قال الشاعر الجاهلي : وماانا إلا من غزية إن غوت غويت وان ترشد غزية ارشد
فهو مع قبيلته (غزية) في الحق والباطل والغواية والرشاد وهذا في زمانه كان قمة الرجولة والصلاح
فهل نتقبل تلك الفكرة في وقتنا هذا ؟؟؟ اظن لا وهذا رايي من باب الدين هنا فقط
فالعصبية لعرق او قبيلة او مكان هي مرض عضال صعب العلاج لكنه ليس مستحيل الشفاء
حيث يقول النبي عليه وعلى اله افضل السلام (( دعوها فانها منتنة)) يقصد بها العصبية والتعصب
مع ان بعضنا مبتلى بهذه الآفة نسال الله السلامة من كل شر
وجاء في الحديث لافضل لعربي على اعجمي ولا لابيض على اسود الا بالتقوى والعمل الصالح وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن التقوى اشار الى صدره (قلبه) وقال التقوى هاهنا وقالها ثلاثا
فعندما بين ان التقوى بالقلب اراد ان يبين ان لا احد يعلم مستوى التقوى الا من له القدر على كشف القلب وماحوى ولايعلم مابالقلوب الا الله سبحانه فلا تظن نفسك انك افضل من احد واتقى لان الله وحده يعلم من منكم الاتقى والانقى والافضل
ان تلك الصفة التي خلقها الله في طباع البعض لايمكن ان ينزعها علم او ثقافة او دين ولا ينزعها الا الله وحده من قلوب من يرضى ان ينزعها منهم ونذكر هنا قصة الرجل الذي داس على ثوب ابن والي مصر اثناء الطواف حول بيت الله فضربه ظنا منه انه ابن الخليفة ولايجوز لاحدان يدوس ذيل ثوبه وعندما اشتكى المضروب للقاضي واحضر ابن الوالي وحكم بالقصاص العادل (ان يضرب الرجل ابن الوالي كما ضربه) فغضب وقال اتضربني وانا ابن الاكرمين ؟؟ فرد عليه القاضي : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا
وقال ايضا : لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ........فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
فالذي اراه انا (ولا اقول نراه لانه لابد ان يوجد من يخالفني الراي وهذا حق ) اني ارى ان من الواجب علي
ان استفتي قلبي فيمايجوز ومالايجوز وهذا لايلغي سؤالي لاهل العلم عما احتاجه (واهل العلم الذي تسالهم انت
ليس من الضروري ان يكونوا هم نفسهم من سوف اسالهم انا حتى وان كنا من نفس المذهب ونفس النهج )
ومقدار احترامي لك يكون بقدر احترامك لنفسك اولا ثم احترامك لي وللناس ثانيا وليس وفق اعتبار اخر فكونك من قريتي او قبيلتي او ديني او لغتي يجعلنا متعارفين اكثر من ابن القرية والقبيلة والدين المختلف لكن هذا لايعني ان نتفق بالراي دائما وتتولد المحبة ببيننا بوجود هذه المقربات وحدها
لان دوام الاتفاق من النفاق كما يقال وكماقال الشاعر :
مادمت محترما حقي فانت اخي آمنت بالله ام آمنت بالحجر
فما فائدة ان نكون من نفس المذهب والبيئة والعرق ويتعدى بعضنا على حدود بعضنا واين نحن من قوله تعالى انما المؤمنون اخوة ؟؟ نعم من كانت امه حواء وايوه ادم ولم ينعدى على حقي فهو اخي وله علي حق الاحترام وعدم التعدي قولا او فعلا
البعض من الناس يناصب غيره العداء ليس لشيئ فقط لانه لايحبهم فاقول له بما ان المحبة وعدمها من الله فلا اطلب منك ان تحبهم رغما عنك ولكن لا تجعلهم اعداءك بارادتك وان لم تستطع ان تكون اخاهم في الله فلاتجعلهم خصومك في الدنيا فمن لم يتعدى عليك ولم يناصبك العداء فلا تعاديه واحذر ان تعديت حدودك واسات اليه فربما انك ستحصد مازرعته يداك بيديك دون غيرك وتندم حين لاينفع الندم.