تتمثل في المكاتب القذرة والروائح الكريهة .. والفوضى وسوء الديكورأماكن العمل غير المطابقة للمواصفات تتسبب بخسائر فادحة للشركاتالرياض - الرياض
لا يهمّ مدى أناقة ملابسك في العمل أو مدى
ترتيب منتجك الذي تبيعه وروعة خدمتك التي تقدمها، إذا ما كان ذلك كله
موجوداً في مكتب منعدم الترتيب تعمّه الفوضى، فالأمر قد يكلّفك الملايين
على شكل إيرادات مفقودة. لقد بات هناك دليل لأول مرة في الشرق الأوسط، على
أن أصحاب الأعمال وكبار المديرين التنفيذيين تجنبوا منح عقود بأرقام كبيرة
إلى مقاولين وموردين بسبب عملهم في أمكان تتسم بالفوضى وغير مطابقة
للمواصفات.
وفي التفاصيل، فقد قام معرض المكاتب، بالتعاون مع "يوغوف سراج"، الشركة
المتخصصة بأبحاث السوق، باستطلاع آراء 1,172 رئيساً تنفيذياً ومدير إدارة
من أنحاء من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، للوقوف على مدى تأثير الهيئة التي
تبدو عليها مكاتب الموردين على قرارات الشراء لهؤلاء المسؤولين.
ووفقاً لنتائج الدراسة، فإن أماكن العمل المهملة التي تفوح منها روائح
كريهة والمفتقرة إلى التصميم الجيد تكلف الشركات في الشرق الأوسط خسائر
كبيرة يبلغ معدلها نصف مليون دولار، على شكل خسارة في الإيرادات نتيجة
لخسارة العقود.
وقال ديفيد ويلسون، مدير معرض المكاتب: "تؤكّد هذه النتائج، بأدلة
ملموسة، ما كنا نعرفه نحن والعاملون في قطاع التصميم الداخلي، فبيئة العمل
الصحية لا تعزّز الإنتاجية فحسب، ولكنها تشير إلى رقيّ بالمستوى المهني
وارتفاع في الثقة بمنتجات الشركة وخدماتها، وفي المقابل تعمل المكاتب التي
تتسم بالقذارة وتنبعث منها رائحة تدخين السجائر والطعام، أو تضمّ أثاثاً
رثاً ومهملاً، على تنفير الأعمال وإبعادها". وأكّد ويلسون ضرورة إلقاء
الشركات في المنطقة نظرة فاحصة على بيئة العمل لديها "لترى ما يخبره مكان
العمل عن الشركة"، مشيراً إلى أن تجاهل هذا الأمر قد يعني حرفياً الإلقاء
بعقود الأعمال بعيدا"
وتشير نتائج الدراسة الاستطلاعية، التي تنشر عشية افتتاح معرض المكاتب
2012 اليوم الثلاثاء في مركز دبي التجاري العالمي، إلى أن للانطباع الأول
أثراً مهماً في اتخاذ قرار التعاقد، إذ اتفقت غالبية كبيرة من صانعي القرار
(85 بالمائة) على أنهم سيشعرون بالقلق حيال المستوى المهني للشركة التي
يفكرون في التعاقد معها إذا لم تبدُ مكاتبها بمظهر لائق.
ومن بين أبرز العوامل التي تؤدّي إلى الحصول على انطباع سيئ عن الشركة،
وفقاً للاستطلاع: المكاتب القذرة وغير المرتبة (70 بالمائة)، وانبعاث
الروائح الكريهة (66 بالمائة)، والفوضى والإزعاج (52 بالمائة)، وسوء
الديكور والأثاث (52 بالمائة). وتلت تلك العوامل عوامل أخرى هي: الجلوس غير
المريح أو غير المناسب في غرف الاجتماعات (49 بالمائة)، والافتقار إلى
التقنيات الحديثة (50 بالمائة)، الجلوس غير المريح أو غير المناسب في مناطق
الاستقبال (50 بالمائة).
وقال أكثر من ثلثي من شملهم الاستطلاع (69 بالمائة) إنهم وجدوا أنفسهم
يريدون مغادرة الاجتماع في وقت مبكر بسبب الجلوس على مقاعد غير مريحة، كما
أقرّت نسبة 56 بالمائة من العينة بأنها تجنبت الاجتماع في شركة ما لأنها لم
تحبّ مكاتبها.